للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو يوسف -رحمه الله- في «المنتقى»: (١) لا يعرف ذهاب السَّمع والقول فيه قول الجاني (٢).

[[معرفة ذهاب البصر]]

وأمَّا طريق معرفة ذهاب البصر، فقال محمد بن مقاتل الرازي (٣): طريقه أن يستقبل الشمس مفتوح (٤) العين فإن دمعت عينه علم أنَّ الضوء باقٍ وإن لم تدمع علم أنَّ الضَّوء ذاهب.

وذكر الطَّحاوي: أنَّه يُلقى بين يديه حيَّة فإن هرب من الحيَّة علم (٥) أنَّه لم يذهب بصره (٦).

وقال محمَّد -رحمه الله- في الأصل: ينظر إليه أهل ذلك (٧).

وإن [لم] (٨) يعلم بما ذكرنا يعتبر فيه الدَّعوى والإنكار والقول قول الجاني مع يمينه على البتات.

أمَّا اليمين؛ فَلِأَنَّ المجني (٩) [عليه (١٠) يدَّعي موجبة (١١) الجناية والجاني ينكر.

وإمَّا على البتات؛ لأنَّ (١٢) هذا يمين على فعل نفسه وهو إذهاب بصر غيره.


(١) كتاب المنتقى في الفقه الحنفي لمُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أحمد، أبو الفضل المروزي السلمي البلخي، الشهير بالحاكم الشهيد، قاض، ووزير، كان عالم مرو، وإمام الحنفية في عصره، ولى قضاء بخارى، (ت ٣٣٤ هـ)، جمع فيه مصنفه نوادر المذهب الحنفي، بعد مطالعته في ثلاثمائة جزء مؤلف، والكتاب مفقود حسب ما ذكر ذلك الغزي في الطبقات السنية.
يُنْظَر: الطبقات السنية (١/ ٣٦)، كشف الظنون (٢/ ١٨٥١)، الجواهر المضية (٢/ ١١٢، ١١٣).
(٢) يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٣/ ١٧٨)، مجمع الأنهر (٤/ ٣٤٥).
(٣) هو: محمد بن مقاتل الرازي قاضي الري، من أصحاب محمد بن الحسن، كان إمام أصحاب الرأي بالري ومات بها وكان مقدما في الفقه روى عن سفيان بن عيينة، قال الذهبي: وحدث عن وكيع وطبقته، وسمع منه البخاري ولم يحدث عنه. (ت ٢٤٨ هـ). يُنْظَر: الجواهر المضية (٢/ ١٣٤)، لسان الميزان (٥/ ٣٨٨).
(٤) وفي (ب) (مفتوحة).
(٥) وفي (ب) (يعلم).
(٦) يُنْظَر: درر الحكام (٥/ ٤٩٣)، العناية شرح الهداية (١٥/ ٢٦٥)، البناية شرح الهداية (١٣/ ١٧٨)، الفتاوى الهندية (٦/ ٩).
(٧) يُنْظَر: الأصل (٤/ ٤٦٧).
(٨) سقط في (ب).
(٩) وفي (ب) (المدعى).
(١٠) سقط في (ب).
(١١) وفي (ب) (موجب).
(١٢) وفي (ب) (أن).