للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ -رحمه الله- يَعْتَبِرُ أَقَلَّهُ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا، وَعِنْدَ أَبِي يُوسُفَ -رحمه الله- بِأَحَدَ عَشَرَ، وَعِنْدَ مُحَمَّدٍ بِسَاعَةٍ) (١).

وأما فِي حَقِّ الصَّوْمِ، وَالصَّلَاةِ، فَأَقَلُّهُ مَا يُوجَدُ.

[إذا وَلَدَتْ وَلَدًا وَلَمْ تَرَ دَمًا]

وَفِي " الْمُحِيطِ ": (وَلَوْ وَلَدَتْ وَلَدًا وَلَمْ تَرَ دَمًا فَهِيَ نُفَسَاءُ، فِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ (٢) عَنْ أَبِي يُوسُفَ؛ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ -رحمه الله- (٣)، ثُمَّ رَجَعَ أَبُو يُوسُفَ وَقَالَ: هِيَ طَاهِرَةٌ.

وَثَمَرَةُ الْخِلَافِ؛ تَظْهَرُ فِي حَقِّ وُجُوبِ الْغُسْلِ، فَأَمَّا الْوُضُوءُ فَوَاجِبٌ بِالْإِجْمَاعِ (٤)، وأكثر الْمَشَايِخِ؛ أَخَذُوا بِقَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَبهِ كَانَ يَفْتِي الصَّدْرُ الشَّهِيدُ (٥) -رحمه الله-، وَبَعْضُهُمْ أَخَذُوا بِقَوْلِ أَبِي يُوسُفَ) (٦).


(١) ينظر: " الْعِنَايَة شرح الهداية للبابرتي " (١/ ١٨٧: ١٨٨)، و" البناية شرح الهداية للعيني " (١/ ٦٩١)، و"البحر الرائق؛ لإبن نجيم المصري، ومعه تكملته للقادري" (١/ ٢٣٠).
(٢) الحسن: هو الحسن بن زياد اللّؤلؤيّ الفقيه، أبو عليّ. مولى الأَنْصَار، صاحب الإمام أبي حنيفة قال يحيى ين آدم ما رأيت أفقه من الحسن بن زياد ولى القضاء بالكوفة ثم استعفى عنه وكان محبا للسنة واتباعها، أخذ عنه: محمد بن شجاع الثّلجيّ، وشعيب بن أيّوب الصّريفينيّ، وهو كوفيّ نزل بغداد، وتوفّي سنة أربع ومائتين. انظر: "تاريخ الإسلام للذهبي" (١٤/ ٩٨)، "سير أعلام النبلاء للذهبي" (٩/ ٥٤٣)، "تاريخ بغداد للخطيب البغدادي وذيوله " (٧/ ٣٢٥)، "الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي" (١/ ١٩٣).
(٣) في (ب): (عن أبي حنيفة).
(٤) الإجماع: اتفاق علماء العصر على حكم النازلة، ويُعْرَفُ اتفاقُهُم: بقولِهِم، أو قول بعضهم وسكوت الباقين، حتى ينقرض العصر عليه. وقيل: هو مأخوذ من العزم على الشيء، يقال: أجمع فلان على كذا ومعناه: عزم عليه. والدليل على أنه حجة قوله عز وجل: [وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا] {النساء: ١١٥} انظر: "العدة في أصول الفقه"لإبن الفراء (١/ ١٧٠).
(٥) الصدر الشهيد: هو: عمر بن عبد العزيز بن عمر بن مازه البخاري، برهان الأئمة أبو محمد حسام الدين المعروف بالصدر الشهيد الإمام ابن الإمام والبحر ابن البحر، له الفتاوى الصغرى والفتاوى الكبرى ومن تصانيفه شرح الجامع الصغير المطول، و تفقه على يد أبيه العلامة أبي المفاخر، حتى برع، وصار يضرب به المثل، وعظم شأنه عند السلطان، وبقي يصدر عن رأيه، إلى أن رزقه الله -تعالى- الشهادة على يد الكفرة، بعد وقعة قطوان وانهزام المسلمين فقتل صبرا بسمرقند، في صفر، (٥٣٦ هـ) وله ثلاث وخمسون سنة.
انظر: "سير أعلام النبلاء للذهبي" (٢٠/ ٩٧)، و" الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي" (١/ ٣٩١).
(٦) ينظر: "المحيط البرهاني لإبن مازة " (١/ ٢٦٣).