للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السُّنة في القراءة في فجر يوم الجمعة]

وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:» أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ {الم (١) تَنْزِيلُ} السَّجْدَةَ (١) وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}» (٢) (٣)، وَكَذَلِكَ الْمَعْهُودُ فِي زَمَانِنَا قِرَاءَةُ سُورَةٍ بِالْآيَةِ (٤) فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ؛ تَحْتَوِي عَلَى أَرْبَعِينَ، أَوْ خَمْسِينَ، أَوْ أَزْيَدَ، أَوْ أَنْقَصَ؛ لَا أَنْ يَكْتَفِيَ بِسُورَةٍ مُحْتَوِيَةٍ عَلَى عِشْرِينَ آيَةً، فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى كَسُورَةِ الْبَلَدِ، وَالْغَاشِيَةِ، وَلَا شَكَّ أَنَّ أَمْرَهُمْ مَحْمُولٌ عَلَى التَّوَارُثِ، كَابِراً عَنْ كَابِرٍ (٥) فَمَا وَجْهُ التَّوْفِيقِ؟.

قُلْتُ كُنْتُ فِي هَذَا زَمَاناً (٦) أبدا مِنَ الْجلدون، وأحول مِنْ أَبِي قَلَمُونَ (٧) تَارَةً كُنْتُ أوؤل قَوْلَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بِمَعْنَى يَقْرَأُ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ أَرْبَعِينَ (٨) آيَةً.

وَطَوراً كُنْتُ أَحْمِلُ الْأَثَرَ الْوَارِدَ بِالْأَرْبَعِينَ؛ عَلَى التَّنْصِيفِ وَإِنْ كَانَتْ سُورَةً إِلَى أَنْ وَجَدْتُ رِوَايَةً مُصَرَّحَةً/ مُجْلَاةً لِلظُّلْمَةِ، وَمُسَلاةً لِلْغُمَّةِ عَلَى وَجْهِ التَّقْسِيمِ، فِي إِرَادَةِ التَّتْمِيمِ مِنْ جَانِبِ صَاحِبِ (٩) " الْمُحِيطِ ".


(١) سورة السجدة: (آية ١ - ٢).
(٢) سورة الإنسان: (آية: ١).
(٣) أخرجه البخاري في"صحيحه" (١/ ٢٦١)، كتاب الجمعة، باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة، حديث (٨٧٠)، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، وأخرجه مسلم في"صحيحه" (ص: ٣٣٨)، كتاب الجمعة، باب ما يقرأ في يوم الجمعة، حديث (٨٧٩)، عن ابن عباس -رضي الله عنه-.
(٤) كذا في النسخة (أ) وفوق كلمة بالآية كلمتان بخط صغير ورسمهما غير واضح، وفي النسخة (ب) سقطت كلمة (بالآية).
(٥) (كَابِراً عَنْ كَابِرٍ) ذكرت هذه العبارة في هامش النسخة (ب) ولعل الناسخ استدركها.
(٦) في (ب): (زماننا).
(٧) يقال: (وأحول مِنْ أَبي قَلَمون): وهو ثَوْبٌ يتلوَّن أَلواناً. وقيل: هو شي معروف يتلوّن في العين. انظر: "لسان العرب لابن منظور" (١١/ ١٨٦) و الأمثال المولدة؛ للخوارزمي (ص: ٢٨٩).
(٨) ساقطة من (ب).
(٩) (صَاحِبِ) ساقطة من (ب).