للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(قال يعقوب: صليت بهم المغرب) (١)، وفي لفظ «جامع الصغير» (٢): قال يعقوب: صليت بهم المغرب يوم عرفة فطعن الطاعن في قوله: يوم عرفة لما أن بعد غروب الشمس ليلة النحر لا يوم عرفة (٣) قال شمس الأئمة السرخسي -رحمه الله-: هذا ليس بموضع طعن فقد سمّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المغرب وتر (٤) النهار (٥)؛ لاتصال وقتها بالنهار، ومراده هنا تذكر اليوم الوقت يعني: صليت بهم وقت الوقوف بعرفة، فكان ذكر هذا اللفظ لبيان أنّ ما بعد غروب الشمس وقت الوقوف بعرفة، وهو مذهبنا، فإن وقته يمتد إلى طلوع الفجر، ثم قال في ذكر [هذا] (٦) الفصل على سبيل الحكاية فوائد منها بيان منزلته عند أستاذه حيث قدّمه، واقتدى/ ومنها بيان حشمة أستاذه في قلبه فإنّه على علم أن المقتدي به أستاذه سها عما لا يسهو المرء عنه عادة، وهو التكبير، ومنها مبادرة أستاذه إلى الستر عليه حيث كبّر؛ ليتذكر هو فكبّر، وهكذا ينبغي أن [يكون المعاملة] (٧) بين كل أستاذ، وتلميذ، يعني: أنّ التلميذ يُعظّم أستاذه، والأستاذ يستر عليه عيوبه، وفيه دليل على أن تعظيم الأستاذ في طاعته حيث تقدّم أبو يوسف بأمره، كذا في «جامع» فخر الإسلام، والمحبوبي (٨).

[١٥٠/ أ] دلّ أنّ الإمام، وإن ترك التكبير لما يدعه المقتدي بخلاف سجود السهو إذا تركه الإمام لا يسجد المقتدي؛ لأن السجود يؤتى به في حرمة الصلاة بخلاف التكبير، ولكن إنما يكبر القوم قبل الإمام إذا وقع اليأس عن تكبير الإمام بأن قام. كذا ذكره قاضي خان -رحمه الله- (٩).

[باب صلاة الكسوف]

لما كانت هذه الأبواب أبواب صلاة متشاركة في أوصاف بأنّها تؤدّى بالجماعة في النهار بغير أذان، وإقامة لإقامة السُّنة، وهي صلاة العيد، والكسوف، والاستسقاء أوردها متتابعة، ولكن لما تأكدت صلاة العيد في قوّة السنة قدّمها على غيرها، وكذلك لما قويت صلاة الكسوف حتّى لم يقع الخلاف لأحد في أنّها تصلّى بالجماعة قدم على صلاة الاستسقاء (١٠).


(١) ينظر: الهداية شرح البداية: ١/ ٨٦.
(٢) ينظر: الجامع الصغير وشرحه النافع: ص ١١٥.
(٣) في (ب): "النحر".
(٤) في (ب): "ويريد".
(٥) أخرجه الترمذي في «سننه» (٢/ ٤٣٧)، كتاب أبواب السفر، باب في التطوع في السفر، رقم (٥٥٢). قال الألباني في (صحيح وضعيف سنن الترمذي: ٢/ ٥٢): ضعيف الإسناد، منكر المتن.
(٦) [ساقط] من (ب).
(٧) في (ب): "إقامته".
(٨) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ٨٣.
(٩) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ٨٣.
(١٠) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ٨٣.