للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحجُّون سِبَّ الزِّبْرَقَانِ (١) المُزَعْفَرا (٢)

أي: يقصدون له معظمين إياه.

[تعريف الحج شرعا]

وأما تفسيره شرعًا: فهوعبارة عن (٣) زيارة البيت على وجه التعظيم لأداء ركن الدين (عظيم)، ولا يتوسّل (٤) إلى ذلك إلا بقصدٍ وعزيمةٍ وقطعِ مسافة بعيدة، فالاسم شرعي فيه معنى اللغة.

[صفة الحج وحكمه]

وأما صفته: فإنه فريضة ثبتت (٥) فرضيتها بالكتاب والسنة والإجماع (٦)

أما الكتاب فقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (٧) الآية، قال في «الكشاف (٨)» (٩): (في هذا الكلام أنواع من التأكيد والتشديد، منها: قوله:

{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} (١٠)، يعني أنه حق واجب لله في رقاب الناس لا ينفكُّون عن أدائه، والخروج عن عهدته، ومنها: أنه ذكر النَّاس، ثُمَّ أبدل عنه {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (١١)،


(١) انظر: جمهرة اللغة: (١/ ٤٢٧)، والبيان والتبيين: (ص/ ٤٣٥)، كما ورد في الزركلي أن: الزبرقان: هو الزبرقان بن بدر المزعفرا التميمي السعدي: صحابي من رؤساء قومه، قيل اسمه الحصين لقب بالزبرقان - وهو من أسماء القمر - لحسن وجهه، ولاه رسول الله - -صلى الله عليه وسلم- - صدقات قومه فثبت الى زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -، وتوفي في أيام معاوية بن أبي سفيان (٤٥ هـ/ ٦٦٥ م)، وكان فصيحا شاعرا، لذلك كان يحج إليه من قصد الفصاحة والشعر.
انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (١/ ٥٣٤)، الأعلام للزركلي (٣/ ٤١).
(٢) هذا عجز البيت وصدره: وأشهد من عوف حلولاً كثيرةً.
انظر: تفسير السمعاني: (١/ ١٥٨).
(٣) سقطتا من (ب، ج).
(٤) في (ب، ج): يُتوصَّل.
(٥) في (ج) تثبت.
(٦) الإجماع: هو اتفاق المجتهدين من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- في عصر من العصور على أمر من الأمور.
انظر: كشف الأسرار، للبخاري (٣/ ٤٢٤)، المعجم الجامع للتعريفات الأصولية (ص/ ١٠).
(٧) سورة آل عمران من الآية (٩٧).
(٨) انظر: الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (١/ ٣٩١)،
(٩) كتاب: "الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل فى وجوه التأويل" للعلامة جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري (٤٦٧ ـ ٥٣٨ هـ) الكتاب مطبوع في أربعة مجلدات طبعته دار الكتاب العربي ـ بيروت عام ١٤٠٧ هـ. …
انظر: الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (١/ ٣٩١).
(١٠) سورة آل عمران من الآية (٩٧).
(١١) سورة آل عمران من الآية (٩٧).