للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(كما في سائر المغانم) (١) أي: المغانم التي لم تقسم بعد (٢).

[مِلْكُ رقبة الأرض بالإحياء]

(فلو أحياها ثم تركها فزرعها غيرُهُ فقد قيل: الثاني أحق بها) (٣)، إلى أن قال: (والأصح: أنّ الأوّل [ينزعها] (٤) (٥)، وأصل هذا أن من أحيا أرضًا ميتة قال بعض المشايخ/: يثبت ملك الاستغلال دون ملك الرقبة، فمنهم الفقية أبو القاسم أحمد البلخي (٦) وعامة المشائخ -رحمهم الله- يقولون بملك رقبتها، كذا في "الذّخيرة" (٧).

(لأنّه ملكها بالإحياء على ما نطق به الحديث؛ إذ الإضافة فيه بلام التمليك) (٨)، وهو قوله -عليه السلام-: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ» (٩).

فإن قيل: وقد يضاف إلى المنتفع بغير ملكه؛ كما رُوِيَ أنّه -عليه السلام- مَرَّ بحائط [فَقَالَ] (١٠): «لِمَنْ هَذَا؟»، قال رافع بن خديج (١١): لِيْ يَا رَسُوْلَ اللهِ اسْتَأْجَرْتُهُ (١٢).


(١) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥١٤).
(٢) يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٢/ ٢٨٥).
(٣) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥١٤).
(٤) في (ب): (يزرعها).
(٥) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥١٤).
(٦) أبو القاسم أحمد البَلْخِي: هو أبو القاسم، أحمد بن عصمة، الصَّفَّار، الْبَلْخِي، الفقيه، المحَدِّث، تفقَّهَ على أبي جعفر الهندواني، وسمع منه الحديث، وأخذ عن نصير بن يحي عن محمد بن سماعة عن أبي يوسف، وروى عنه الحسن بن صديق الوزغجني، وتفقه عليه أبو حامد أحمد بن الحسين المروزي، تُوُفِّيَ سنة ٣٣٦ هـ، وقيل: ٣٢٦ هـ. يُنْظَر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية (١/ ٧٨)، الفوائد البهية للكنوي (ص ٢٦).
(٧) يُنْظَر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (١٩/ ٧٥)، الاختيار لتعليل المختار (٣/ ٦٧)، العناية شرح الهداية (١٠/ ٧١)، البناية (١٢/ ٢٨٧).
(٨) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥١٤).
(٩) سبق تخريجه (ص ٢٧٢).
(١٠) في (ب): (فقال له).
(١١) رافع بن خديج -رضي الله عنه-: هو الصحابي الجليل، أبو عبدالله، رافع بن خديج بن رافع بن عدي، الأنصاري، الخزرجي، شهد أُحُدَاً والمشاهِد إلا بدراً لصغره، وأصابه سهم في يوم أحد، فانتزعه، فبقي النصل في لحمه إلى أن مات، روى مجموعة من الأحاديث، وكان عالماً بالمزارعة والمساقاة، حَدَّثَ عنه من الصحابة ابن عمر، والسائب ابن يزيد وغيرهما، وروى عنه من التابعين جَمْعٌ، منهم: بشير بن يسار، وحنظلة بن قيس، والسائب بن يزيد، وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد، ونافع العمري، وابْنُهُ رفاعة بن رافع، وحفيدُهُ عباية بن رفاعة، وتُوُفِّيَ -رضي الله عنه- سنة ٧٤ هـ، وهو ابن ٨٦ سنة. يُنْظَر: أسد الغابة لابن الأثير (٢/ ٣٨)، سير أعلام النبلاء (٣/ ١٨١).
(١٢) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٤/ ٢٦٣) باب (الراء) (ابن رافع بن خديج، عن أبيه) برقم (٤٣٥٤) قال: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَرَّ بِحَائِطٍ فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ: «لِمَنْ هَذَا؟» قُلْتُ: هُوَ لِي قَالَ: «مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟» قُلْتُ: اسْتَأْجَرْتُهُ قَالَ: «لَا تَسْتَأْجِرْهُ بِشَيْءٍ».
- وأخرجه أبو يوسُف في "الآثار" (ص ١٨٩) برقم (٨٥٩) وفيه: «لَا تَسْتَأْجِرَنَّهُ بِشَيْءٍ مِنْهُ».
- هذا الحديث من رواية أبي حنيفة/، فقد قال ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكون": أبو حنيفة، قال سفيان الثوري: ليس بثقة، وقال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه، وقال مرة اخرى: هو أنبل من أن يكذب، وقال النسائي: ليس بالقوي في الحديث وهو كثير الغلط والخطأ على قلة روايته، وقال النضر بن شميل: هو متروك الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غلط وتصحيف وزيادات، وله أحاديث صالحة وليس من أهل الحديث. يُنْظَر: الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي (٣/ ١٦٣).
- قال الألباني/: وأبو حنيفة أيضاً ضعيفٌ. يُنْظَر: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني (٨/ ٤٥٦).