للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[امامة الاعمى]]

وأما (١) الأعمى فالكراهة لما ذكر في الكتاب (٢)، وأما الجواز (٣) (٤) فإن النبي عليه السلام استخلف ابن أم مكتوم (٥) على المدينة مرة، وعتبان بن مالك (٦) مرة، وكانا أعميين والبصير أولى؛ لأنه قيل لابن عباس رضي الله عنه (٧) بعد ما كف بصره: ألا تؤمّهم؟ قال: وكيف أؤمهم وهم يسوونني إلى القبلة (٨).

وفي مبسوط شيخ الإسلام (٩): وهذا إذا كان من البصراء (١٠) من هو أفضل منه، فأما إذا لم يكن غيره أفضل منه فإنه يؤم، ويكون أولى (١١)، ألا ترى أن رسول الله عليه السلام استخلف ابن أم مكتوم بالمدينة حين خرج في غزوة تبوك (١٢)؛ لأنه لم يكن أحد أفضل منه، وكذلك جابر (١٣) وعتبان بن مالك يؤمان بعدما كف بصرهما.


(١) في (ب): فا.
(٢) يُنْظَر: مختصر القدوري (ص: ٢٢٠)
(٣) الجائز: من الألفاظ المرادفة للمباح، وهو استواء الطرفين. يُنْظَر: مصطلحات المذاهب ص ٥١.
(٤) في (ب): وأما يجوز.
(٥) هو: عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم: صحابي، شجاع. كان ضرير البصر. أسلم بمكة، وهاجر إلى المدينة بعد وقعة بدر. وكان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، مع بلال. وكان النبي يستخلفه على المدينة، يصلي بالناس، في عامة غزواته. وحضر حرب القادسية ومعه راية سوادء وعليه درع سابغة، فقاتل - وهو أعمى - ورجع بعدها إلى المدينة، فتوفي فيها، قبيل وفاة عمر بن الخطاب.
يُنْظَر: الإصابة في تمييز الصحابة (٤/ ٦٢٩)، تهذيب التهذيب (٨/ ٣٠)، تهذيب الكمال (٢٢/ ٢٦).
(٦) هو: عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان الانصاري الخزرجي السالمي: صحابي، من البدريين. آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين عمر. وكان ضعيف البصر ثم عمي. ومات في خلافة معاوية.
ينظر: الثقات لابن حبان (٣/ ٣١٨)، الإصابة في تمييز الصحابة (٤/ ٤٣٢)، الطبقات الكبرى (٣/ ٥٥٠).
(٧) هو: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الصحابي الجليل حبر الأمة، كنيته أبو العباس، توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن أربع عشرة سنة. ولد قبل هجرة النبي صلى الله عليه و سلم بأربع سنين، مات سنة ثمان وستين بالطائف. له في الصحيحين وغير هما ١٦٦٠ حديثًا.
ينظر: الإصابة في تمييز الصحابة (٤/ ١٤١)، التاريخ الكبير (٥/ ٣)، تهذيب الكمال (١٥/ ١٥٤).
(٨) هذا الأثر لم أجده في كتب السنة، وإنما وجدته في بعض الكتب الفقهية منها: المغني لابن قدامة (٢/ ١٤٣)، الشرح الكبير على متن المقنع لابن قدامة أيضا (٢/ ٢٣).
(٩) يُنْظَر: المبسوط للسرخسي: ١/ ٧٣.
(١٠) في الأصل حاشية على الهامش الأيسر (لابن عباس رضي الله عنه بعدما كف بصره ألا تؤمهم؟ قال: كيف أؤمهم وهم يسوونني إلى القبلة؟).
(١١) في (ب): الأولى.
(١٢) غزوة تبوك - وتسمي غزوة العسرة، في غرة رجب سنة ٩ هـ، السيرة النبوية لابن هشام ٥/ ١٩٥.
(١٣) هو: جابر بن عبد الله بن عمرو الخزرجي الانصاري السملي: صحابي، من المكثرين في الرواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه جماعة من الصحابة. له ولأبيه صحبة. غزا تسع عشرة غزوة. وكانت له في أواخر أيامه حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم .. توفي سنة ٧٨ هـ في المدينة. (الثقات لابن حبان: ٣/ ٥١)، و (الإصابة في تمييز الصحابة: ١/ ٤٣٤)، و (تهذيب الكمال: ٤/ ٤٤٣).