للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[تعريف المارن]]

(المَارِنِ (١) ما دون قصبة الأنف وهو مَا لَانَ منه (٢).

فالحاصل أنَّ ما لا ثاني له في البدن من أعضاء أو معان مقصودة فبإتلافها يجب كمال الدية.

[[أنواع الأعضاء]]

والأعضاء على أربعة أنواع:

فمنها ما هو أفراد.

ومنها ما يزدوج.

ومنها ما هو أرباع.

ومنها ما هو أعشار.

[[الأعضاء المفردة]]

فالأعضاء (٣) التي هي أفراد ثلاثة: الأنف واللسان والذكر، فإتلافها كإتلاف النفس في أنَّه يجب بإتلافها كمال الدية؛ لأنَّ في قطع الأنف تفويت جمال كامل ومنفعة كاملة وامتياز الآدمي من سائر الحيوانات بها، فتفويتها في معنى تفويت النَّفس ثم كما تجب الدية بقطع جميع الأنف تجب بقطع المارِنِ؛ لأنَّ تفويت الجمال به يحصل وكذلك تفويت المنفعة فإنَّ المنفعة في الأنف اجتماع الروائح في قصبة الأنف لتعلو منها إلى الدماغ وذلك يفوت بقطع المارِن وكذلك في اللسان والذكر الدية على ما ذكر في الكتاب (٤).

[[المعاني المفردة]]

والمعاني التي هي أفراد في البدن: العقل، والبصر، والشم، والذَّوق، ففي كلِّ واحد منها دية كاملة.

[[الأعضاء الزوجية]]

وأمَّا الأعضاء التي هي أزواج في البدن: العينان والأذنان الشاخصتان والحاجبان والشفتان واليدان وثديا المرأة والأنثيان والرجلان ففي قطعهما كمال الدية، وفي أحدهما نصف الدية.

[[الأعضاء الرباعية]]

وأمَّا الأعضاء التي هي أرباع في البدن: فهي أشفار العين يجب في كل شفر ربع الدية على ما يجيء بيانه.

[[الأعضاء العشرية]]

وأمَّا التي هي أعشار في البدن: فالأصابع، أي: أصابع الرجلين واليدين (٥) فإن قطع أصابع اليدين يوجب كمال الدية وفي كل أصبع عشر الدية.

وأمَّا الأعضاء والتي تزيد على ذلك في البدن فهي الأسنان يجب في كل سنٍّ نصف عشر الدية هذا حاصل ما ذكره في «المبسوط» [والأسرار] (٦) (٧).

(وَالأَصْلُ [فِي الأَطْرَافِ] (٨): أَنَّهُ إِذَا فَوَّتَ جِنْسَ مَنْفَعَتِهِ عَلَى الكَمَالِ أَو أَزَالَ جَمَالاً مَقْصُوداً عَلَى الكَمَالِ يَجِبُ كُلُّ الدِّيَةِ (٩).

قيَّد بالكمال في المنفعة أو بالجمال احترازاً عمَّا ليس بكامل فيهما حيث لا يجب كل الدية وإن كان فيه تفويت عضو مقصود كما إذا قطع لسان أخرس فإنَّه لا تجب الدية؛ لأنَّه لم يفوت جنس منفعة ولا فوَّت جمالاً على الكمال كذا في الذَّخيرة (١٠). (١١) وذكر الإمام التَّمَرْتَاشِيُّ في آلة الخصي والعِنِّين ولسان الأخرس واليد الشَّلاء والرِّجل العرجاء والعين القائمة العوراء والسن السَّوداء لا يجب القصاص في عمده ولا الدية في خطئه فوجب فيه حكومة عدل وهكذا أيضاً في المبسوط (١٢).


(١) بداية المبتدي (٢٤٤).
(٢) يُنْظَر: المغرب في ترتيب المعرب (٢/ ٢٦٤)، المصباح المنير (٢/ ٥٦٩).
(٣) وفي (ب) (فالأعصاب).
(٤) يُنْظَر: مختصر القدوري (٢٨٧).
(٥) وفي (ب) (اليدين والرجلين).
(٦) زيادة في (ب).
(٧) يُنْظَر: المبسوط؛ للسرخسي (٢٦/ ٦٨ - ٧١)، مختصر القدوري (٢٨٧، ٢٨٨)، العناية شرح الهداية (١٥/ ٢٦٣)، البناية شرح الهداية (١٣/ ١٧٤)، حاشية ابن عابدين (٦/ ٥٧٥)، تكملة رد المحتار (١/ ١٤٥).
(٨) سقط في (ب).
(٩) الهداية شرح البداية (٤/ ١٧٩).
(١٠) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٥/ ٢٦٣)، البناية شرح الهداية (١٣/ ١٧٥).
(١١) في هامش (أ) كُتِبَ هُنَا (مطلب مهم).
(١٢) يُنْظَر: المبسوط؛ للسرخسي (٢٦/ ٨٠).