للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(لبطلان سبَب العِصمة) وسبب العصمة كونه آدميًا مسلمًا، وقد بطَل ذلك بالكفر فصار كالجماد (في الفصلين) وهما فصل الحربي، وفصل المرتدِّ. وذكر صدر الإسلام في الجامع الصَّغير: إلا أنَّ ما قاله أبو يوسف ومحمَّد أحسن لأنّ المرتدّ لا يقبل الرِّق، والقهر يكون قَهرًا حقيقيًا، ولا يكون حكميًا، والملك يبطُل بالقَهر الحكمي لا بالحقيقي، ولهذا المعنى لا يبطل ملك المقضي عليه بالرَّجم (١).

[[عود المرتد إلى الإسلام]]

(وإذا عاد مسلمًا احتاج إليه فيقدَّم عليه) "لأنَّ الوراثة خلافَة والخلَف يسقُط اعتباره إذا ظهر الأصل، ولما جاء تائبًا فقد (٢) صار حيًا حكمًا" (٣) كذا في المبسوط.

وقال شمس الأئمة الحلواني في هذا: (٤) لو كان هذا بعد موتِه حقيقةً بأنْ أحياه الله تعالى وأعاده إلى الدُّنيا كان الحكم فيه هكذا إلا خلاف العادة" (٥).

(بخلاف ما إذا أزاله الوارث عن ملكه) فإنَّه لا سبيل (٦) عليه لأنَّه أزاله في وقت كان سبيل (٧) مِن الإزالة (٨) [الوارث عن ملكه، فإنَّه لا سبيل عليه لأنَّه أزاله في وقت إلى مقدرته الإزالة] (٩)، ولا سبيل له على (أمهَّات أولاده ومدبَّريه) لأنَّ القاضي قَضى بعتقهنَّ عن ولايةٍ لأنَّه لو كان في دار الإسلام، كان له أنْيموّته حقيقةً، فإذا خرج عن ولايتِه كان له أن يموِّته حكمًا، فإذا قضى عَن ولاية ينفَّذ قضاؤه، والعتق بعد وقوعِه لا يحتمل النقض (١٠)، وهذه خلوة (١١) حادثة، كذا (١٢) في الجامع الصَّغير لقاضي خان.

(لأنَّ القضاء قد صحَّ بِدليل مصحّح) وهو قضاء القاضي بلحاقه.

(فكأنَّه (١٣) لم يزَل مسلمًا) بفتح الزاي أي: كأنَّه لم يرتدَّ في حقِّ عدم زوال ملكه (لِما ذكرنا) إشارةً إلى قوله: (إلَّا أنَّه لا يستقِر لحاقُه إلا بقضاء القاضي) فلا بُدَّ مِن القضاء؛ يعني: إذا جاء مسلمًا قبل القضاء بلحاقه، فأمَّهات أولاده والمدَبَّرون على حالهم، أي: لا يُعتقون بقضاء القَاضي، وما كان عليه مِن الدُّيون فهي إلى أَجَله كما كانت لأنّ موته لا يتقرَّر قبل القضاء (١٤)؛ كذا ذكره الإمام قاضي خان -رحمه الله-.


(١) ينظر فتح القدير (٦/ ٨٥).
(٢) في (ب) "قد".
(٣) المبسوط للسرخسي (١٠/ ١٠٤).
(٤) ساقط من (ب).
(٥) العناية شرح الهداية (٦/ ٨٥).
(٦) في (ب) "سبيل له".
(٧) في (ب) "بسبيل".
(٨) في (ب) "فنفدت الإزالة" بعد قوله "الإزالة".
(٩) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب).
(١٠) ينظر المبسوط للسرخسي (٢٨/ ١٨٦)
(١١) في (ب) "حيوة".
(١٢) في (ب) "لنا".
(١٣) في (ب) "وكأنه".
(١٤) ينظر العناية شرح الهداية (٦/ ٨٥).