للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تِكرارُ الآذانِ]

قَوْلُهُ -رحمه الله-: (لِأَنَّ تَكْرَارَ الْأَذَانِ مَشْرُوعٌ)

أَيْ فِي الْجُمْلَةِ (١) كَمَا فِي الْجُمُعَةِ، وَإِنْ لَمْ يُعِدْ أَجْزَأَهُ؛ يَعْنِي فِي (٢) الصَّلَاةِ، وَإِنَّمَا فُسِّرَ بِهَذَا (٣) لِأَنَّ فِي "الْإِيضَاحِ" (٤) قَالَ: وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنَ الْجَوَازِ؛ أَصْلَ الْأَذَانِ؛ لِأَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ، زَائِدٌ فِي الْبَابِ.

[[الآذان للنساء]]

وَفِي"الْمَبْسُوطِ": (وَلَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ أَذَانٌ، وَلَا إِقَامَةٌ؛ لِأَنَّهُمَا سُنَّتَا الصَّلَاةِ، بِالْجَمَاعَةِ، وَجَمَاعَتُهُنَّ مَنْسُوخَةٌ، وَكَذَلِكَ إِنْ صَلَيْنَ بِالْجَمَاعَةِ، صَلَيْنَ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، لِحَدِيثِ رَائِطَةَ -رضي الله عنها- (٥) قَالَتْ: «كُنَّا جَمَاعَةً مِنَ النِّسَاءِ، أَمَّتْنَا عَائِشَةُ -رضي الله عنها- بِلَا أَذَانٍ، وَلَا إِقَامَةٍ (٦)» (٧).

وَقَبْلَ الْوَقْتِ تَجْهِيلٌ؛ وَلِأَنَّ الْمُؤَذِّنَ مُؤْتَمَنٌ؛ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «الْإِمَامُ ضَامِنٌ وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنُ أُمَّتِي، اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ» (٨).


(١) في (ب): (الحكم).
(٢) ساقطة من (ب).
(٣) في (ب): (فسره).
(٤) انظر: " الْعِنَايَة شرح الهداية للبابرتي " (١/ ٢٥٢)، " البناية شرح الهداية للعيني " (٢/ ١١١)
(٥) رائطة بنت عبد الله: وهي امرأة ابن مسعود -رضي الله عنه-، وقيل ريطة، قيل: إنها زينب، وان رائطة لقب لها. وقيل: ريطة زوجة أخرى له، وهي أم ولده. أخرج لها الجماعة، انظر: " أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير " (٦/ ١٢١، ١٠٦)، " الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر " (٨/ ١٤٨).
(٦) وجدته بدون عبارة: (بلا أذان ولا إقامة) فالثابت ما ترويه رائطة الحنفية أن عائشة -رضي الله عنها- «أمتهن وقامت بينهن في صلاة مكتوبة»، وقد أخرجه عبد الرزاق في"مصنفه" (٣/ ١٤٠)، كتاب الصلاة، باب المرأة تؤم النساء، حديث (٥٠٨٦)، وأخرجه البيهقي في "سننه الكبرى" (٣/ ١٣١)، كتاب الصلاة، باب المرأة تؤم نساء فتقوم وسطه. والحديث ضعيف، لانقطاعه بين ميسرة بن حبيب النهدي وبين رائطة الحنفية.
(٧) "المبسوط" للسرخسي (١/ ١٣٣).
(٨) أخرجه أبي داود في"سننه" (ص ٨٠)، كتاب الصلاة، باب ما يجب على المؤذن من تعاهد الوقت، حديث (٥١٧)، وأخرجه الترمذي في "سننه" (١/ ٢٨٢)، في أبواب الصلاة، باب ما جاء أن الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، حديث (٢٠٧) وقال بن حجر في"نتائج الأفكار" (١/ ٣٨): (هذا حديث حسن).