للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تُضَمُّ مَلْوِيَّةً بطاقات من الْكَرْمِ (١) ترسل (٢) عليها قصبات الْكَرْمَ. وقال ابن السكّيت (٣): هو الحردي (٤)، ولا تقل (٥) هودي.

[إذا كان الحائط لرجل عليه جذوع أو متصل ببنائه]

(وإذا كان الحائط لرجل): إلى أن قال: (فهو لصاحب الجذوع).

وهذا عندنا. وقال الشافعي (٦) (٧) رحمة الله عليه لا يستحق بوضع الجذوع ترجيحًا على صاحبه؛ لأن وضع الجذوع محتمل قد يكون عن ملك، وقد يكون عن استعارة، وقد يكون عن غصب، والمحتمل لا يكون حجة. ولنا، أن واضع الجذوع مستعمل للحائط بوضع حمله عليه والاستعمال يدٌ وعند تعارض الدعويين القول قول صاحب اليد كما لو تنازعا في دابة ولأحدهما عليه حمل كان أولى بها، ولأن الظاهر شاهد له؛ لأن وضعه الجذوع دليل على أنه هو الذي بنى الحائط لحاجته إلى وضع حمله عليه وبمثل هذه العلامة يثبت الترجيح كما إذا اختلف الزوجان في متاع البيت [هنا] (٨) يجعل ما يصلح للرجال للرجل وما يصلح للنساء للمرأة كذا في


(١) الْكَرْمُ: شَجَرُ الْعِنَبِ. يُنْظَر: مختار الصحاح (ص: ٢٦٨).
(٢) في (أ): يرسل.
(٣) هو: يعقوب بن إسحاق البغدادي النحوي مؤلف كتاب إصلاح المنطق، حجة في العربية. وله كتب منها: القلب والإبدال، ومعاني الشعر توفي سنة ٢٤٤ هـ. يُنْظَر: وفيات الأعيان للبرمكي ٦/ ٣٩٥.
(٤) حردي: جمعها حرادي وَالحرَادِيُّ مَا يُلْقَى عَلَى خَشَبِ السَّقْفِ مِنْ أَطْنَانِ الْقَصَبِ يُنْظَر: المغرب ١/ ١١٠.
(٥) في (أ): يقل.
(٦) محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع أبو عبد الله، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة. وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين. وزار بغداد مرتين. وقصد مصر سنة ١٩٩ فتوفي بها سنة ٢٠٤ هـ، له تصانيف كثيرة، أشهرها: كتاب الأم، في الفقه، والمسند، في الحديث، والرسالة في أصول الفقه. يُنْظَر: سير أعلام النبلاء ١٠/ ٥.
(٧) يُنْظَر في مذهب الشافعية: الأم ٣/ ٢٣٠، الحاوي الكبير ٦/ ٣٨٩.
(٨) زيادة في (ب).