للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحاصله: أن كلّ ما فُعِلَ على وجه التجبر فهو مكروه وبدعة، وما فُعِلَ لحاجة وضرورة لا يكره، وهو نظير التربع في الجلوس والاتكاء، إن فعل ذلك تجبراً يُكْرَه، وإن فعل لحاجة وضرورة لا يُكْرَه، هذا كلّه من "الجامع الصّغير" لقاضي خان والمحبوبي (١).

[المراد بالرَّتِيْمَة]

الرَّتِيْمَةُ: خيط التذكرة يعقد بالأصبع، وكذلك الرَّتَمَةُ، قال الشّاعر (٢):

إذا لم تكن حاجاتنا في نفوسكم … فليس بِمُغْنٍ عنك عَقْدُ الرَّتَائِمِ

[المراد بالرَّتْم]

والرَّتْمُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، وأنشد ابن السِّكِّيْتِ (٣):

(لا يَنْفَعَنْكَ الْيَوْمَ إنْ هَمَّتْ بِهِمْ … كَثْرَةُ مَا تُوْصِي وَتَعْقَادُ الرَّتَمْ) (٤)

وقال:} معناه (٥) أن الرجل} كان (٦) إذا خرج في سفرٍ عَمَدَ إلى هذا الشجر فشدّ بعض أغصانه ببعض فإذا رجع وأصابه على تلك الحالة قال: (لم تخنِّي امرأتي) وإن أصابه وقد انحلّ قال: (خانتني) (٧)، هكذا المروي عن الثقات، إلا أنّ الليث ذكر الرَّتَمَ بمعنى الرَّتِيْمَةِ، كذا في "الْمُغْرِب" (٨).

ثم قولُه: (إن همَّت بهم) (٩) أي: إن قصدت بفاحشة.

وقولُه: (تَعْقَادُ) (١٠) مصدرٌ بمعنى العَقْد؛ للمبالغة على وزن التفعال، كالتسيار والتهذار والتلعاب، بمعنى السير والهذر واللعب، فكان الرَّتَمُ مجروراً بالإضافة، والله أعلم.


(١) يُنْظَر: الاختيار لتعليل المختار (٤/ ١٥٨)، المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ١٢٧ - ١٢٨)، البناية شرح الهداية (١٢/ ١٢٤)
(٢) لم أعرفه.
(٣) ابن السِّكِّيْت: هو أبو يوسُف، يعقوب بن إسحاق بن السِّكِّيت، إمام في اللغة والأدب، أصله من خوزستان (بين البصرة وفارس) تعلم ببغداد، استجاب لدعوة المتوكل العباسي لمنادمته وقد نهاه بعض أصحابه عنها فلم يستجب، فعهد إليه المتوكل بتأديب أولاده، وجعله في عداد نُدَمائه، ثم قتله، لسببٍ مجهول، سنة ٢٤٤ هـ، له مصنفاتٌ عديدة منها: "إصلاح المنطق"و"الألفاظ"و"غريب القرآن"، وغيرها. يُنْظَر: طبقات النحويين لأبي بكر الأشبيلي (ص ٢٠٢)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (١/ ٨١)، الأعلام للزركلي (٨/ ١٩٥).
(٤) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٨٦).
(٥) سقطت من (ب).
(٦) سقطت من (ب).
(٧) يُنْظَر: إصلاح المنطق لابن السِّكِّيْتِ (١/ ٥١).
(٨) يُنْظَر: الْمُغْرب في ترتيب الْمُعْرَب (ص ٢٠٢)، مختار الصحاح (ص ١١٨).
(٩) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٨٦).
(١٠) يُنْظَر: المرجع السابق.