للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجاءنا عنده، وذلك أن من قال لعبده أد إلي ألفا وأنت حر فاكتسب العبد، وسعى في تحصيل الألف على ما أمره المولى به، وأتى به إلى المولى فالشرع أبدل المولى قابلا لما أتى به، وحكم بحرية العبد حتى لو رده المولى. وقال: لا أقبل، لا يعتبر رده، فلما جعل الله تعالى عبده [قابلا] (١) [يسعي] (٢) مملوكه [له] (٣)، كيلا يجبر في سعيه مع [لومه] (٤) ونقصانه، كان الله تعالى أحق أن يقبل، ولا يخير عبده مع كرمه وكمال برهانه حتى يوافق حكمه مع عباده حكمه الذي شرع بين عباده، فإن فضل الله تعالى ورحمته هو المرجو منه، وكرمه الواسع هو المرغوب فيه، ثم يحتاج هاهنا إلى معرفة سبعة أشياء معرفة معنى الكتابة لغة، وشرعا، وسببها [وركنها] (٥)، وشرطها، وحكمها، وألفاظها.

[[معنى الكتابة في اللغة والشرع]]

أما اللغة: فإن مدار التركيب دال على الجمع والضم، ومنْهُ كَتَبَ النّعْلَ والْقِربَةَ أي خَرَزَهَا، والْكُتْبُ الْخُرَزُ، والوَاحِدَة كُتْبَهُ، ومنه فعل الكتابة [لما فيه] (٦) من جمع الحروف، والكلمات، والكتيبة للجيش لانضمام البعض إلى البعض (٧).

وأما شرعا: فإنها عبارة عن عقد بين المولى والعبد بلفظ الكتابة، أو بلفظ يؤدي معناه من كل وجه على ما يجئ على أداء العبد مالا معلوما بمقابلة عتق يحصل له عند أدائه (٨).


(١) ساقطة من (ب).
(٢) في (أ) لسعي وفي (ب) يسعى والصحيح ما ذكر في (ب).
(٣) ساقطة من (ب).
(٤) في (ب) كونه.
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) ساقطة من (أ).
(٧) انظر: المغرب في ترتيب المعرب (ص: ٤٠٠).
(٨) العناية شرح الهداية (٩/ ١٥٢)، البناية شرح الهداية (١٠/ ٣٥٨).