كتاب النهاية في شرح الهداية - السغناقي

كتاب الرهن - [أنواع الجناية على الآدمي] - ج: 24 - ص: 77

وفي المبسوط الجناية: اسم لفعل محرم شرعًا سواء حَل بمال أو نفس، ولكن في لسان الفقهاء يراد بإطلاق اسم الجناية: القتل (١) في النفوس والأطراف فإنهم خصوا الفعل في المال باسم الغصب، وللعرف (٢) عبرة في الأسامي (٣).

[[أنواع الجناية على الآدمي]]

وفي مبسوط شيخ الإسلام: والجناية على الآدمي نوعان: على النفس وعلى ما دون النفس (٤) فالأول: يسمى قتلاً، والثاني: قطعًا وجرحًا (٥). (٦)

وما دونه نوعان: نوع يوجب القصاص وهو: العمد. ونوع يوجب المال وهو: الخطأ.

أمَّا نفس القتل [يسمى خطأ] (٧) [لغة] (٨) ففعل يضاف إلى العباد بحيث تزول به الحياة، إذ بدون الفعل من العباد يسمى موتًا (٩).

وأما ركنه (١٠): فهذا بعينه، وهو فعل يضاف إلى العباد تزول به الحياة؛ لأنَّ ركن الشيء ما يقوم به وهذا كذلك.

وأما شرطه (١١): فأن يكون محل فعل الحيوان حيواناً؛ لأنَّ القتل إنما يوجد بضرب من الفاعل إلا أنه لا يكون قتلاً ما لم يكن المحل حيواناً (١٢).

---

(١) وفي (ب) (الفعل)، وهي الصواب لموافقتها سياق الكلام.
(٢) وفي (ب) (عرفوا للعرف).
(٣) يُنْظَر: المبسوط؛ للسَّرَخْسِيِّ (٢٧/ ٨٤).
(٤) المقصود بالجناية فيما دون النفس: الجناية على الأعضاء، والأطراف، والمنافع. يُنْظَر: دستور العلماء (٢/ ٨٥).
(٥) الجرح أعم من الشجة، إذ الشجة: ما كانت خاصة بالرأس، أو الوجه، أما الجرح فيطلق على ما أصاب البدن من ضرب، أو طعن في أي جزء منه. يُنْظَر: بدائع الصنائع (٧/ ٢٩٦)، لسان العرب (٢/ ٤٢٢).
(٦) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٥/ ١١٥)، البناية شرح الهداية (١٣/ ٦٢)، تكملة البحر الرائق (٨/ ٣٢٦)، نتائج الأفكار (١٠/ ٢٢٠).
(٧) زيادة في (ب).
(٨) سقط في (ب).
(٩) يُنْظَر: تحفة الفقهاء (٣/ ٩٩)، العناية شرح الهداية (١٥/ ١١٥)، البناية شرح الهداية (١٣/ ٦٢).
(١٠) الركُّنْ لغةً: جانب الشيء القوي، وجزؤه الداخل في حقيقته، كركن البيت، ونحوه.
يُنْظَر: الصحاح؛ للجوهري (٥/ ٤٠٤)، القاموس المحيط (١٥٥٠)، المعجم الوسيط (٣٧٠).
واصطلاحاً: ما لا وجود لذلك الشيء إلا به. أو ما كان داخلاً في ماهية الشيء.
يُنْظَر: التعريفات؛ للجرجاني (١٤٩)، الكليات (٤٨١)، كشف الأسرار؛ للبخاري (٣/ ١١٩).
(١١) الشرط: العلامة اللازمة، وأصله الشَّقّ، وبه سُمِّي شَرْطُ الحجّام.
يُنْظَر: جمهرة اللغة (٢/ ٧٢٦)، المخصص (٤/ ٢٨).
واصطلاحا: ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود، ولا عدم لذاته.
يُنْظَر: رفع الحاجب (٣/ ٢٩٤)، البحر المحيط (٢/ ٤٦٦).
(١٢) قال الامام البابرتي: وشرطها كون المحل حيوانا. العناية شرح الهداية (١٥/ ١١٥).