للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(الضِّبَا) (١) (٢) بكسر الضَّاد المعجمة.

يقال: (تَمَالَأَ (٣) [عَلَيْهِ] (٤) (٥) أي: تعاون، وأصل ذلك العون في المَلْء (٦) ثم عم (٧).

[ذلك] (٨) (صَنْعَاءَ (٩) اليمن قَصَبَتُهَا. (١٠)

[[قتل الجماعة بالواحد]]

هذا الذي ذكره من قوله: (وَإِذَا قَتَلَ جَمَاعَةٌ وَاحِداً: اقْتُصَّ مِنْ جَمِيْعِهِم (١١) جواب الاستحسان.

وفي القياس لا يلزمهم القصاص؛ لأنَّ المعتبر في القصاص (١٢) المساواة، لما في الزيادة من الظلم على المعتدي وفي النقصان من البخس بحق المعتدى عليه، ولا مساواة بين العشرة والواحد، وهذا شيء يعلم ببداهة (١٣) العقول فالواحد من العشرة يكون مِثلاً للواحد فكيف تكون العشرة مِثلاً للواحد وأيَّد هذا القياس قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} (١٤)، وذلك بنفي مقابلة النفوس بنفس، ولكن تركنا هذا القياس لما روي: «أن سبعة من أهل صنعاء قتلوا رجلاً فقضى عمر -رضي الله عنه-[بالقصاص عليهم] (١٥) ولو قال (١٦): (تَمَالَأَ (١٧) عَلَيْهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُم (١٨) به» (١٩).


(١) وفي (ب) (الضِّبَابِيِّ)، وهي الصواب، وهكذا جاءت في الهداية.
(٢) الضبابي: منسوب إلى ضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن، ومنهم الصحابي الجليل أَشْيَم -بِوَزْن أَحْمَد- الضِّبابي-رضي الله عنه- قُتل في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكره الإمام السغناقي لورود ذكر حديث توريث إمرأة أشيم الضبابي في الهداية.
يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٦٨)، عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب (٨٣)، الإصابة في تمييز الصحابة (١/ ٩٠).
(٣) وفي (ب) (تمالئ).
(٤) زيادة في (ب).
(٥) الهداية شرح البداية (٤/ ١٦٨).
(٦) وفي (ب) (بالملأ).
(٧) المغرب في ترتيب المعرب (٢/ ٢٧٢).
(٨) زيادة في (ب).
(٩) الهداية شرح البداية (٤/ ١٦٨).
(١٠) المغرب في ترتيب المعرب (١/ ٤٨٥).
(١١) بداية المبتدي (٢٤١، ٢٤٢)، وهو لفظ القدوري. يُنْظَر: مختصر القدوري (٢٨٥).
(١٢) وفي (ب) (القياس).
(١٣) وفي (ب) (ببداية).
(١٤) سورة المائدة من الآية (٤٥).
(١٥) سقط في (ب).
(١٦) وفي (ب) (قال ولو)، وهي الصواب لموافقتها سياق الكلام.
(١٧) وفي (ب) (تمالئ).
(١٨) الهداية شرح البداية (٤/ ١٦٨).
(١٩) رواه البخاري (٦/ ٢٥٢٧)، في (كتاب الديات)، في (باب إذا أصاب قوم من رجل هل يعاقب أو يقتص منهم كلهم)، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن غلاما قتل غيلة فقال عمر: «لو اشترك فيها أهل صنعاء لقتلتهم». ورواه مالك (٢/ ٨٧١)، في (كتاب العُقُول)، في (باب ما جاء في الغيلة والسحر)، برقم (١٥٦١)، واللفظ له.