للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[المقصود بضفة النهر]]

ضَفَّةُ النَّهْر: جَانِبُهُ؛ بالكسر والفتح (١)، كذا في "الْمُغْرِب" (٢).

[[الشركة في الماء والكلأ والنار]]

(«النَّاسُ شُرَكَاءُ فِيْ ثَلَاثٍ» (٣).

فإن قلتَ: كان القياس أن يقال: في ثلاثةٍ، تغليباً للمذكّر على المؤنّث؛ لأنّ الأصل هو المذكّر.

قُلتُ: الاستعمال في فصيح الكلام إذا لم يُذْكر المعدود أن يُذْكر على لفظ المؤنّث، كما في قولِه -عليه السلام-: «مَنْ صَامَ رَمضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّال» (٤)؛ الحديث، [والصّوم] (٥) إنّما يتحقّق في الأيّام لا في اللّيالي، والتّأنيث باعتبار اللّيالي، ولكن {لمَّا} (٦) لم يذكر المعدود وهو الأيّام ذكره مؤنثاً، والمعنى فيه هو النظر إلى لفظ الأعداد وهو مؤنّث (٧).


(١) أي: بكسر الضاد، وفتحها.
(٢) يُنْظَر: الْمُغْرِب في ترتيب الْمُعْرَب (ص ٣٠٩).
(٣) أخرج أبو داود في "سُنَنِه" (٥/ ٣٤٤) كتاب (البيوع) باب (في منع الماء) برقم (٣٤٧٧) قال: حدَّثنا علي بنُ الجَعْدِ اللؤلؤيُّ، أخبرنا حَرِيزُ بنُ عثمانَ، عن حِبَّانَ ابن زَيدٍ الشَّرْعَبيِّ، عن رجل مِن قَرْنٍ، (ح) وحدَّثنا مسدَّدٌ، حدَّثنا عيسى بن يونس، حدَّثنا حَريزُ بن عثمان، حدَّثنا أبو خِداشٍ -وهذا لفظ عليٍّ- عن رجل من المهاجرين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: غزوتُ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً أسمعه يقولُ: «الْمُسْلِمُوْنَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْكَلَأِ، وَالْمَاءِ، وَالنَّارِ».
- وأخرجه ابن ماجه (٢/ ٨٢٦) برقم (٢٤٧٢) عن ابن عباس -رضي الله عنه-.
- قال البوصيري في "الزوائد": هذا إسناد ضعيف عبد الله بن خراش ضعفه أبو زرعة والبخاري والنسائى وابن حبان وغيرهم. يُنْظَر: مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه للبوصيري (٣/ ٨٠).
- وصحح الألباني إسناد أبي داود (عن رجل). يُنْظَر: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (٦/ ٧ - ٨)، صحيح الجامع الصغير وزيادته (٢/ ١١٣٨).
- وانْظُر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٢٠).
(٤) أخرج مسلم في "صحيحه" (٢/ ٨٢٢) كتاب (الصيام) باب (استحباب صوم ستة أيام من شوال إتْباعاً لرمضان) برقم (١١٦٤) بِسَنَدِهِ: عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْحَارِثِ الْخَزْرَجِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ -رضي الله عنه-، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ».
(٥) في (أ): (فالصوم).
(٦) سقطت من (ب).
(٧) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٠/ ٧٩)، وقال أبو محمد العيني، في كتابه "البناية": فيه نَظَر؛ لأن ههنا معدودٌ وهو قولُهُ -عليه السلام-: «فِي الْمَاءِ وَالْكَلَأِ وَالنَّارِ»، وأما حديث صوم «رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتَّةٍ مِنْ شَوَّال» فلم يذكر المعدود فيه، فلا يصح التنظير. يُنظر البناية (١٢/ ٣١٥).