للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومنهم من يقول: يجهر (١) بالقنوت؛ لأن له شبهة القرآن، فإن الصحابة اختلفوا في قول: "اللهم إنا نستعينك" أنه من القرآن أم لا؟ (٢)

وفي «المبسوط» (٣): والاختيار الإخفاء في دعاء القنوت في حق الإمام والقوم؛ لقوله عليه السلام: «خير الدعاء الخفي» (٤)، وعن أبي يوسف رحمه الله: أن الإمام يجهر، والقوم يؤمنون على قياس الدعاء خارج الصلاة.

باب النوافل (٥)

وهذا الباب مستصحب مناسبة الباب باسمه، فإن النوافل هي الزوائد، والزوائد إنما يكون بعد ثبوت الأصل وشبهته، والأصل هو المكتوبات الخمس، وشبه الأصل الواجب وهو الوتر، فلما ذكرهما شرع في ذكر الزوائد، وهي (٦) السنة والنفل، وكل (٧) من هذه الأربعة، أعني: الفرض، والواجب، والسنة، والنفل من العزيمة، فاقتضت الجنسية وقوة بعضها على البعض إيرادها على هذا الترتيب، فلذلك قدم بيان السنن على النوافل، وأما لقب الباب بالنوافل فلكونها أعم وأشمل، كما لقب بباب (٨) الأوقات التي يكره فيها الصلاة، وبباب البيع الفاسد (٩) (١٠).

ثم ابتدأ هاهنا بذكر سنة الفجر، وفي «المبسوط» (١١) بذكر (١٢) سنة الظهر، أما وجه ما ذكر هاهنا فظاهر، وهو أن سنة الفجر أقوى السنن باتفاق الروايات لحديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي عليه السلام قال: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها» (١٣)، (١٤). وذكر الإمام المحبوبي في «الجامع الصغير»: أن سنة الفجر أقوى من سائر السنن حكمًا، حتى روى الحسن عن أبي حنيفة رحمه الله قال: لو صلى الرجل سنة الفجر قاعدًا لا يجوز من غير عذر (١٥).


(١) ساقط من ب (يجهر)
(٢) انظر: العناية شرح الهداية: ١/ ٤٣٨.
(٣) انظر: المبسوط للسرخسي: ١/ ٣٠٣.
(٤) أخرجه أحمد في مسنده أخرجه أحمد (١٤٧٧ - ١/ ١٧٢)، وابن حبان في صحيحه (٨٠٩ - ٣/ ٩١). من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ولفظه: «خير الذكر الخفي»، قال الشيخ الألباني: ضعيف. انظر: ضعيف الترغيب والترهيب: ١/ ٢٦٦.
(٥) النَّوَافِل جمع نَافِلَة وَهِي الزِّيَادَة سميت بذلك لِأَنَّهَا زِيَادَة على الْوَاجِب وَالنَّفْل التَّطَوُّع وَالْمَنْدُوب وَالْمُسْتَحب والمرغب فِيهِ (تحرير ألفاظ التنبيه ص ٤٣)
(٦) في ب هو بدل من هي
(٧) في ب فكان بدل من وكل
(٨) في ب بيان بدل من بباب
(٩) البيع الفاسد هو المشروع أصلا لا وصفا، يعني أنه يكون صحيحا باعتبار ذاته، فاسدا باعتبار بعض أوصافه الخارجة. القاموس الفقهي (ص ٢٨٥) معجم لغة الفقهاء (ص ١١٤)
(١٠) انظر: الجوهرة النيرة: ١/ ٧٠.
(١١) انظر: المبسوط للسرخسي: ١/ ٢٨٥.
(١٢) ساقط من ب (يذكر)
(١٣) رواه مسلم في صحيحه (٧٢٥)، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب ركعتي سنة الفجر، من حديث عائشة رضي الله عنها.
(١٤) انظر: المبسوط للسرخسي: ١/ ٢٨٧.
(١٥) انظر: حاشية ابن عابدين: ٢/ ١٥.