للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كتاب (١) المأذون (٢)

[إيراد ُ كتابِ المأذونِ] (٣) بعد كتاب الحجر ظاهرُ التناسبِ؛ إذ الإذن يقتضي سَبْقَ الحجر، فلما ترتَّبا هكذا وجودًا ترتَّبا هكذا أيضًا ذِكرًا؛ طلبًا للتناسب، ثم محاسن الإذن الذي هو [عبارة عن] (٤) الإعلام بالإطلاق عن الحجر ظاهره اعتبارًا بالإطلاق الحسي (٥)، كما في إطلاق الأسير؛ ولأن هذا نوع من الاكتساب الحلال الذي سماه الله- تعالى- فضل الله بقوله (٦): {وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ (١٠)} (٧) وسمَّى النبي -عليه السلام- مباشرهُ صديق اللهِ بقوله: «الكاسب صديق الله» (٨)، والشيء الذي هو سبب لإضافة فضل الله، وتحصيل صداقة الله لا خفاء لأحد في حسنه؛ ولأنَّ فيه فتحًا لباب التصرف لمن يَصْدُر منه التصرف النافع، وهو سبب لزيادة اهتداء في التصرفات، وربما يكون ذلك سببًا لحصول العتق (٩) الذي هو رأس المنافع عند تحصيل تجارات مُربحة للموْلَى، فحينئذ يكتسب العبد بولاية نفسه الفوائد الدينية التي لم يتمكَّن منها في حال رقه، ويحصل للموْلَى ثواب العتق الموعود الذي هو النجاة من النار الكبرى.

فيحتاج ههنا إلى بيان الإذن لغةً وشرعًا، وبيان دليل شرعيته، وما يحصل به الإذن وسببه وشرطه، وحكمه.


(١) في (ع) (باب).
(٢) الإذن لغةً: الْإِعْلَامُ. الصحاح مادة (أ ذ ن) (٥/ ٢٠٦٨)، مقاييس اللغة مادة (أ ذ ن) (١/ ٧٧) وشرعًا: فَكُّ الْحَجْرِ الثَّابِتِ بِالرِّقِّ شَرْعًا وَرَفْعُ الْمَانِعِ مِنْ التَّصَرُّفِ حُكْمًا. المبسوط للسرخسي (٢٥/ ٢)، الاختيار لتعليل المختار (٢/ ١٠٠).
(٣) سقطت في (أ).
(٤) سقطت في (ع).
(٥) انظر: بدائع الصنائع (٧/ ١٦٩)، حاشية ابن عابدين (٦/ ١٤٧).
(٦) سقطت في (ع).
(٧) سورة الجمعة من آية (١٠).
(٨) لم أجد له لفظًا. وجاء في مسند أحمد (٢٨/ ٤٢٧) حديث رقم (١٧١٩٠) ما يحث على التكسب؛ عن المقدام بن معدي كرب، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم باسطا يديه يقول: " ما أكل أحد منكم طعاما في الدنيا خيرا له من أن يأكل من عمل يديه".
(٩) العِتق لُغَةً: الحرّيّةُ، وكذلك العَتاقُ بالفتح، والعَتاقَةُ. الصحاح مادة (ع ت ق) (٤/ ١٥٢٠)، لسان العرب (١٠/ ٢٣٤)، وشرعًا: زَوَالُ الرِّقِّ عَنِ الْمَمْلُوكِ، وهي قُوَّةٌ حُكْمِيَّةٌ يَصِيرُ الْمَرْءُ بِهَا أَهْلًا لِلشَّهَادَةِ وَالْوِلَايَةِ وَالْقَضَاءِ. الاختيار (٤/ ١٧)، العناية (٤/ ٤٢٩).