للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[أصل أبي حنيفة في تحديد المقادير]]

(كما هو أصْلُهُ في جنسها) (١) أي: أصل أبي حنيفة/ في جنس المقادير (٢)، نحو حبس الغريم (٣)، وحدّ التّقادم (٤)، وتقدير ما غلب في نَزح ماء البئر (٥) الْمُعَيَّنَة (٦).

(وله: أنّه آية تعليمه عنده) (٧) أي: {أن} (٨) ترك الأكل علامة تعليمه عند الثالث؛ لأنّه إنما يحكم بكونه معلمًا بطريق تعيين إمساكه الثالث على صاحبه، وإذا حكمنا بأنه يمسكه على صاحبه، وقد أخذه بعد إرسال صاحبه فيحلّ، كذا في "المبسوط" (٩).


(١) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٤٠).
(٢) أصل أبي حنيفة/: أن المقادير لا تُعْرَف اجتهاداً بل نصَّاً وسماعاً، وما ليس فيه نَصٌّ فيُفَوَّض إلى رأي الْمُجْتهد والرجوع إلى من له علم في ذلك الباب. يُنْظَر: المبسوط للسرخسي (١١/ ٢٤٤)، الاختيار لتعليل المختار (٤/ ٨٢)، موسوعة القواعد الفقهية للبورنو (١٠/ ٨٠٠).
(٣) الْغَرِيْم: لَفْظٌ مُشْتَرَكٌ، يُطْلَقُ عَلَى: مَن لَهُ الدَّيْن، وَعَلَى مَن عَلَيْهِ الدَّيْن، والْمُرَادُ بِهِ هُنَا الثَّانِي. يُنْظَر: مختار الصحاح (ص ٢٢٦)، معجم لغة الفقهاء (١/ ٣٣١).
(٤) - التَّقَادُم لُغَةً: من الْقِدَم، وهو نَقِيْضُ الْحُدُوثِ. يُنْظَر: شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (٨/ ٥٤١٠)، لسان العرب (١٢/ ٤٦٥).
- التقادُم شرعًا: لم أجد للفقهاء المتقدمين تعريفًا مخصوصًا للتقادم، إلا أن معنى كلامهم لا يُخرج المعنى الشرعي في التقادم عن اللغوي، وقد عبرت "مجلة الأحكام العدلية" عن التقادم بأنه: مرور الزمان، وعرَّفه في " معجم لغة الفقهاء" بعد تعريفه اللُّغَوِيّ، فقال: تَقَادُمُ الدَّعْوَى: مُرُورُ مُدَّةٍ طَوِيْلَةٍ (يُحُدِّدُهَا النِّظَاُم) عَلَى الدَّعْوَى دُوْنَ أَن يُحَرّكَهَا صَاحِبَهَا، وَبِالتَّقَادُمِ يَسْقُطُ حَقُّ سَمَاعِ الدَّعْوَى. يُنْظَر: مجلة الأحكام العدلية (ص ٣٣٣) المادة (١٦٦٠ وما بعدها)، معجم لغة الفقهاء (١/ ١٣٩).
(٥) نَزْحُ مَاءِ الْبِئْر: نَزَحَ مَاءَ الْبِئْرِ: اسْتَقَى وَاسْتَخْرَجَ مَاءَهَا كُلَّهُ. يُنْظَر: طِلْبَة الطلبة (ص ٧)، مختار الصحاح (ص ٣٠٨).
(٦) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٠/ ١١٦)، البناية شرح الهداية (١٢/ ٤١٤)، الجوهرة النيرة على مختصر القدوري (٢/ ١٧٧).
(٧) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٤٠).
(٨) سقطت من (ب).
(٩) يُنْظَر: المبسوط للسرخسي (١١/ ٢٤٤)، فتاوى قاضيخان (٣/ ٢٥٣)، البناية شرح الهداية (١٢/ ٤١٤).