للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو يشير إلى أنه ائتمرَ بأوامرِ الشرعِ، وَقَمُؤ (١) في سبيله قماءة النزعِ، والنقع غير راجع إلى عقله، ومسكنته، وحولهِ وقوته.

[من سنن الإحرام]

قوله -رحمه الله-: (والغُسلُ أفضل) (٢).

وهذا الاغتسالُ ليسَ بواجبٍ (٣) لما رُوي أن أبا بكر - رضي الله عنه - قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن أسماء (٤) قد نفست فقال: «مُرهَا فَلتغتَسل، وَلتحرم بالحجّ» (٥).

ومعلومٌ أنَّ الاغتسالَ الواجب مع الحيضِ لا يتأدى فعرفن أنَّ الاغتسال لمعنى النظافة، وما كان لهذا المقصود فالوضوء/ يقوم مقامه كما في العيدين، والجمعة لكن الغسل أفضل؛ لأن معنى النظافة فيه أتم)، فلا بد من الوضوء؛ لأنه يحتاج إلى أن يصلي، كذا في «المبسوط» (٦) وغيره.

(اختاره).

بالخاء المعجمة، أي: آثره على الوضوء.

[كيفية إرتداء ملابس الإحرام]

(إزارًا (٧) ورداءً (٨): الإزار من الكتف، والرداء من الحقو، ويُدخل الرداء تحت يمينه، ويلقيه على كتفه الأيسر، ويبقى كتفه الأيمن مكشوفًا كذا في «الجامع الصغير (٩)» (١٠) للإمام المحبوبي، وعن محمد أنه يكره أن يتطيب بما يبقى عينه كالمسك (١١)،


(١) (قَمُؤ) الرجل وَغَيره قماء وقماءة صغر وذل فِي الْأَعْين، من الذل والهوان.
انظر المعجم الوسيط، باب القاف (٢/ ٧٥٧).
(٢) انظر: بداية المبتدي (١/ ٤٣).
(٣) قلت: نقل البعضُ الإجماعَ على أن الاغتسال للإحرام غير واجب، وأن الإحرام جائز بغير اغتسال، ولكن نُقل عن الحسن البصري، وعطاء، والظاهرية القول بوجوب الاغتسال للإحرام.
انظر: الإجماع لابن المنذر (ص/ ٥١)، المجموع (٧/ ٢١٢)، الاستذكار (٣/ ٣٠٣)، المغني (٥/ ٧٥)
(٤) أسماء بنت عميس أخت ميمونة بنت الحارث الهلالية لأمها، كانت أولا تحت جعفر بن أبي طالب ثُمَّ تزوجها أبو بكر، ثُمَّ علي، وولدت لهم، هاجرت إلى الحبشة، وكان عمر يسألها عن تفسير الرؤيا.
انظر ترجمتها في: تهذيب التهذيب (٤/ ٦٦٣)
(٥) أخرجه مسلم في "صحيحه" باب: [إِحْرَامِ النُّفَسَاءِ وَاسْتِحْبَابِ اغْتِسَالِهَا لِلْإِحْرَامِ، وَكَذَا الْحَائِضُ] (٢/ ٨٦٩) برقم: [١٢٠٩]، وأخرجه ابن ماجه في "سننه" باب: [النفساء] (٢/ ٩٧١) برقم: [٢٩١١]، وأخرجه أبو داود في "سننه" باب: [الْحَائِضِ تُهِلُّ بِالْحَجِّ] (٢/ ١٤٤) برقم: [١٧٤٣]، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (٥/ ٤٢٢).
(٦) انظر: المبسوط (٤/ ٣).
(٧) الإزار لغة: ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن، يذكَر ويؤنث، وعند الفقهاء: مايكون من السرة إلى الركبة انظر: المعجم الوسيط (١/ ١٥)
(٨) الرداء: مايلبس فوق الثياب كالجبة والعباءة، وعند الفقهاء: مايكون على الظهر والكتفين والصدر.
انظر: تعريف الرداء والإزار في: ص (٧٨)
(٩) شرح الجامع الصغير، (مخطوط) للإمام محمود بن أحمد بن عبيد الله بن إبراهيم المحبوبي الحنفي، الملقب بتاج الشريعة، كان عالمًا فاضلاً، محقّقًا، مدققًا، (ت ٥٥٣ هـ)،
انظر: كشف الظنون (١/ ٥٦٣)، تاج التراجم (١/ ٣٣٣).
(١٠) انظر: العناية شرح الهداية (٢/ ٤٣٠)، البحر الرائق شرح كنز الدقائق (٢/ ٣٤٥).
(١١) المسك: ملك أنواع الطيب وأشرفها، من دم دابة كالظبي والغزال، ويتكون المسك في حويصلات خاصة، توجد في الذكر دون الأنثى وموضعها خلف السرة تماما، وهو دهني الملمس، رائحته قوية نفاذة، وطعمه مر.
انظر: زاد المعاد (١/ ١٩٢)، الحيوان (٥/ ٣٠١)، المعجم الوسيط (٢/ ٨٧٦).