للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الذَّخيرة: قال أبو يوسف: لا أجيز أن يشتم أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنَّه لو شتم واحداً من الناس لا تجوز شهادته فهاهنا أولى (١).

[في شهادة أهل الأهواء]

«وتقبل شهادة أهل الأهواء» (٢): الهوى مَيَلان النَّفس إلى ما يُستلذ به من الشهوات، وإنَّما سُمُّوا به لمتابعتهم النَّفس، ومخالفتهم السنَّة، كالخوارج (٣) وغيرهم، فإنَّ أصول أهل الأهواء ستة: الجبر (٤)، والقدر (٥)،

والرفض (٦)، والخروج، والتشبيه (٧) والتَّعطيل (٨).


(١) المحيط البرهاني (٨/ ٣٢١).
(٢) الهداية (٣/ ١٢٣).
(٣) الخوارج: هم أول من خرج على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في حرب صفين، وأصبحوا فرقاً متعددة يجمعهم القول بالتبري من عثمان وعلي -رضي الله عنهما-، وهم فرق شتى تبلغ العشرين فرقة، ومن مبادئهم التي تجمعهم: تكفير علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما- وأصحاب الجَمل، والحكمين، ومن رضي بالتحكيم، والخروج على السلطان الجائر، وأنَّ مرتكب الكبيرة كافر.
انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ١٦٧)، الملل والنحل للشهرستاني (١/ ١١٣)، ومقدمات في الأهواء والافتراق والبدع للدكتور: ناصر العقل (ص: ١٣٤).
(٤) الجبر: هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الرب تعالى، والجبرية: اثنان: متوسطة، تثبت للعبد كسبًا في الفعل كالأشعرية، وخالصة لا تثبت، كالجهمية.
ينظر: الملل والنحل (١/ ٥٨)، التعريفات للجرجاني (١/ ٧٤).
(٥) القدر: تعلق الإرادة الذاتية بالأشياء في أوقاتها الخاصة، فتعليق كل حال من أحوال الأعيان بزمان وعين وسبب معين عبارة عن القدر، والقدرية: هم الذين يزعمون أن كل عبدٍ خالقٌ لفعله، ولا يرون الكفر والمعاصي بتقدير الله تعالى.
ينظر: التعريفات للجرجاني (١/ ١٧٤)
(٦) الرفض: نسبة إلى الرافضة، اسم فاعل من رَفَضَ الشيء: إذا استبعده، وسمُّوا بذلك؛ لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حين سألوه: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فأثنى عليهما، وقال: هما وزيرا جدي، فرفضوه وتركوه، وأصل مذهبهم من عبد الله بن سبأ اليهودي الذي تلبَّس بالإسلام، فأظهر التشيع لأهل البيت والغلو فيهم؛ ليشغل الناس عن دين الإسلام ويفسده، وهم صنف من أصناف الشيعة، شعارهم النفاق الذي يسمونه: «التقية».
ينظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٨٨، ١٣٤)، الفرق بين الفرق (٢٢ - ٤٩)،
(٧) التشبيه: أي: تشبيه الخالق بالمخلوق؛ حيث ظنوا أنَّ إثبات الصفات لله يستلزم التشبيه والتمثيل، وجهلوا أنَّ الاشتراك في الأسماء والصفات لا يستلزم تماثلاً للمسَمَّيات والموصوفات. ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (٣/ ١٠).
(٨) التعطيل: هو إنكار ما يجب لله-تعالى-من الأسماء والصفات، أو إنكار بعضه، وأول من عرف بالتَّعطيل من هذه الأمة الجعد بن درهم. ينظر: فتح رب البرية ص (١٤ - ١٥)، مصطلحات في كتب العقائد ص (٩).