للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوَرسُ (١) صبغ أصفر، وقيل: نبت طيب الرائحة، وفي «القانون» (٢) الوَرسُ شيء أحمر قانئ يشبه سحيق الزعفران، وهو مجلوب من اليمن.

(إلا أنْ يَكونَ غَسِيلًا، لا يَنْفُضُ) (٣).

النفض تحريكُ الشيء ليسقطَ ما عليه من غبارٍ أو غيره يقال: نَفَضَه فانتفض، ومنه ثوبٌ نافضٌ ذهبَ بعضُ لونهِ من حمرةٍ أو صفرةٍ.

والنفض عند الفقهاء التناثر (٤)، وعن محمد -رحمه الله-: أن لا يتعدى أثر الصبغ إلى غيره أو لا تفوح منه رائحة الطيب، ومنه قوله: (إلا أنْ يَكونَ غَسِيلًا) (٥) كذا في «المغرب» (٦).

وذكر في «فتاوى قاضي خان» (٧): إلا أن يكون غسيلًا.

(لا ينفض).

[منع الطيب العصفر والزعفران على المحرم]

أي: لا يوجد منه رائحة العصفر (٨)، والزعفران (٩)، وتعليل الكتاب (١٠) يدل على هذا التفسير.

ومذهبنا في حرمةِ العصفر على المحرم مذهبُ عائشةَ -رضي الله عنها- وهي لا ترد بأسماء -رضي الله عنها- ولا تعارض بها، لأن أسماء لم تكن من أهل الاجتهاد، ثُمَّ نص الحديث ورد في تحريم الوَرْسِ، فهو دليل على تحريم المعصفر بالطريق الأولى، إذ الورس دون العصفر في الرائحة كذا في «الأسرار» (١١).


(١) الوَرْس: نبت من الفصيلة البقلية، يزرع باليمن والهند، ثُمَّرته قرن، يغطى عند نُضجه بغُدد صفراء، ويوجد عليه زغب قليل، يستعمل في صبغ الثياب.
انظر: تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٢/ ١٩٠)، معجم لغة الفقهاء (ص/ ٤٧٢).
(٢) انظر: العناية شرح الهداية (٢/ ٤٤٢).
(٣) انظر: بداية المبتدي (١/ ٤٤)
(٤) وهذا لا يصح لأن العبرة للطيب لا للتناثر.
انظر: البناية (٣/ ٤٨٤)، حاشية الشلبي (٢/ ١٢)
(٥) انظر: بداية المبتدي (١/ ٤٤)
(٦) انظر: المغرب في ترتيب المعرب (١/ ٤٧٣).
(٧) انظر: فتاوى قاضي خان (١/ ١٤٠).
(٨) العصفر: نبت معروف من الفصيلة المركبة له زهر يصنع منه صبغ أصفر، وله بزر يقال له (القرطم).
انظر: المصباح المنير (ص/ ٤١٤)، الهادي إلى لغة العرب (٣/ ٢٢٠).
(٩) الزَّعْفَران: نبات بصلي معمّر من الفصيلة السوسنية، منه أنواع برية ونوع صبغي طبي مشهور، يقال: زعفرت الثوبَ، أي: صبغته بالزعفران، فهو مزعفر.
انظر: المصباح المنير (٢٥٣)، المعجم الوسيط (١/ ٣٩٤).
(١٠) مختصر القدوري، وهو كتاب للإمام أبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد القدوري البغدادي (ت ٤٢٨ هـ)، (المطبوع مع التصحيح والترجيح لابن قطلوبغا)، تحقيق: ضياء يونس، ط (١) ١٤٢٤ هـ، دار الكتب العلمية، بيروت. العناية شرح الهداية (٢/ ٤٨٤).
(١١) انظر: الأسرار (١٦٩).