للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا الأستاذ يروي عن العلامة مولانا شمس الدين الكردري بذا (١) أيضًا، وهو عن المصنف-رحمهم الله-، فشرعت فيه مستوفيًا من الملك الغفور والكريم الشكور.

[[شرح مقدمة الهداية]]

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعْلَى مَعَالِمَ الْعِلْمِ وَأَعْلامَهُ)

- قوله: (الحمد لله) إنما ذُكر بهذا اللفظ دون الشكر لله أو المدح لله، أو أحمد الله، أو احمدوا الله، أو غيرها من الألفاظ تبركًا بمفتتح كتاب الله تعالى، وتأسيًا به، وإنما ذُكر في كتاب الله هكذا، -والله أعلم- لما في الحمد من التصريح بالثناء والاعتراف بدوام النعمة، بخلاف الشكر والمدح.

ولما فيه من تعليم لفظ الحمد مع تعريض الاستغناء، أي: الحمد لله وإن لم [يحمدوه] (٢). ولو قال: احمدوا الله لم يفد هذين المعنيين.

- قوله: (أعلى معالم العلم وأعلامه) في هذه الجملة رعاية صنعة ما يقرب من الاشتقاق، [وصنعة الاشتقاق] (٣)؛ فإن أعلى مع غيره من قبيل (٤) الأول، والثلاثة الأخر من قبيل (٥) الآخر، فمن نظير الأول قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} [الشعراء: ١٦٨].

ومن نظيرالثاني قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج: ١]، وقوله: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} [الواقعة: ١].

ثم المعلم موضع العلم أي: رفع مواضع درك العلوم قيل: المراد منها العلماء، وقيل: المراد منها الأصول التي يوقف بها على الأحكام من نحو الجواز والفساد والحل والحرمة، وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس (٦).


(١) في (ب): «هذا».
(٢) في (أ): «تحمدوه»، والتصويب من (ب).
(٣) ساقطة من (ب) انظر: في مسألة الاشتقاق: ديوان الأدب لأبي إبراهيم الفارابي، الاشتقاق للأزدي (ت ٣٢١ هـ)، الاتباع لأبي علي القالي (ت ٣٥٦ هـ)، سر صناعة الإعراب لأبي الفتح الموصلي (ت ٣٩٢ هـ).
(٤) في حاشية (ب): «أي: من قبيل صنعة ما يقرب من الاشتقاق».
(٥) في حاشية (ب): «أي: من قبيل الاشتقاق».
(٦) في حاشية (ب): «ثم اعلم: أن علماء المعاني يعدون الاشتقاق وما شبه الاشتقاق، وليس به من محاسن الكلام. فيقول صاحب الهداية [ … ] مع إعلامه من قبيل [ … ] وكل واحد من المعالم والعلم والأعلام بالآخرين من قبيل الأول، ونظير الأول من كلمة [ … ] الصدقة: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: ٢٧٦] ونظير الثاني منه: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} [الرحمن: ٥٤] غاية البيان».