للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فَقَالَا: (الْأَذَانُ سُنَّةٌ لِلصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَالْجُمُعَةِ) (١).

ثُمَّ جَازَ أَنْ يَكُونَ تَخْصِيصُ الْجُمُعَةِ؛ لِإِزَالَةِ وَهْمِ مَنْ يَهِمُ بِأَنَّ لَا أَذَانَ لَهَا، كَصَلَاةِ الْعِيدَيْنِ بِجَامِعِ أَنَّهُمَا يَتَعَلَّقَانِ بِالْإِمَامِ؛ والْمِصْرِ الْجَامِعِ (٢)، وَإِلَّا فَهِي دَاخِلَةٌ تَحْتَ الْخَمْسِ.

[صِفَةُ الْأَذَانِ]

أَوْ لَمَّا تَغَيَّرَ لَهَا (٣) بَعْضُ الْأَوْصَافِ، مِنْ أَوْصَافِ الْخَمْسِ؛ جَازَ أَنْ يَتَغَيَّرَ لِأَجْلِهَا صِفَةُ الْأَذَانِ، وامَّا بَيَانُ كَيْفِيَّتِهِ، فَهُوَ قَوْلُهُ -رحمه الله-: (وَصِفَةُ الْأَذَانِ مَعْرُوفَةٌ) إِلَى آخِرِهِ. (٤) (٥)

وَذَكَرَ فِي " الْمَبْسُوطِ ": (ثُمَّ يَخْتَلِفُونَ فِي الْأَذَانِ؛ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ:


(١) ينظر: "مختصر القُدُوري" (ص ٢٥)، و"الهداية في شرح بداية المبتدي للمرغيناني" (١/ ٤٣).
(٢) المصر الجامع: وظاهر المذهب في بيان حد المصر الجامع، أن يكون فيه سلطان، أو قاض لإقامة الحدود، وتنفيذ الأحكام. وقد قال بعضهم: أن يتمكن كل صانع أن يعيش بصنعته فيه، ولا يحتاج فيه إلى التحول إلى صنعة أخرى، وقال ابن شجاع -رحمه الله- أحسن ما قيل فيه إن أهلها بحيث، لو اجتمعوا في أكبر مساجدهم، لم يسعهم ذلك حتى احتاجوا إلى بناء مسجد الجمعة، فهذا مصر جامع، تقام فيه الجمعة، ينظر " المبسوط للسرخسي" (٢/ ٢٣). وقال سفيان الثوري: المصر الجامع ما يعده الناس مصرا عند ذكر الأمصار المطلقة، ينظر: " بدائع الصنائع للكاساني (١/ ٢٦٠).
(٣) في (ب): (بها).
(٤) ساقطة من (ب).
(٥) يقول صاحب الهداية: (وصفة الأذان معروفة، وهو كما أذن الملك النازل من السماء، ولا ترجيع فيه وهو أن يرجع فيرفع صوته بالشهادتين بعد ما خفض بهما وقال الشافعي -رحمه الله- فيه ذلك لحديث أبي محذورة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره بالترجيع ولنا أنه لا ترجيع في المشاهير وكان ما رواه تعليما فظنه ترجيعا، ويزيد في أذان الفجر بعد الفلاح الصلاة خير من النوم مرتين، لأن بلالا -رضي الله عنه- قال الصلاة خير من النوم مرتين حين وجد النبي -صلى الله عليه وسلم- راقداً فقال -صلى الله عليه وسلم- ما أحسنَ هذا يا بلال اجعله في أذانك، وخص الفجر به لأنه وقت نوم وغفلة). ينظر: "الهداية في شرح بداية المبتدي للمرغيناني" (١/ ٤٣).