للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر الفقيه أبو اللّيث/: قال محمّد بن مقاتل الرازي (١): لا بأس بأن يتولَّى صاحب الحمَّام عورة إنسان بيده عند التنوير إذا كان يغضّ بصره، كما أنّه لا بأس به إذا {كان} (٢) يداوي جرحًا أو قرحًا، قال الفقيه (٣): وهذا في حالة الضّرورة لا في غيرها، وينبغي لكلِّ أَحَدٍ أن يتولى عانَتَهُ بِيَدِهِ إذا تنوّر (٤)، [كذا] (٥) في "الذّخيرة" (٦).

ما ينْظُر الرجل إليه من الرَّجُل.

[وهل السُّرَّة والرُّكْبَة من العورة؟]

(خلافاً لِما يقولُه أبو عصمة) (٧) (٨) وهو أبو عصمة سعد بن معاذ المروزي (٩) / فإنّه يقول: أنّ السرة أَحَدَ حَدَّيْ العورة فيكون من العورة كالركبة، وحجّتنا في ذلك ما رُوِيَ عن ابن عمر رضي الله عنهما أنّه كان إذا اتَّزَرَ بدَّى عن سُرَّتِهِ (١٠) (١١).


(١) مُحمَّد بن مُقاتِل الرَّازي: قاضي الرَّي، وإمام أصحاب الرأي فيها، ومِن أصحاب محمد بن الحسن، روى عن أبي مطيع عن أبي حنيفة، قال الذَّهَبِيُّ في ميزان الاعتدال: حدَّثَ عَن وكِيْع وطَبَقتِه تُكُلِّمَ فيه ولم يُتْرَك، روى عنه محمد بن جرير الطبري وغيرُه، وسَمِعَ منه البخاري ولم يُحَدِّث عنه، وضَعَّفه ابن حَجَر في التقريب، تُوُفِّيَ سنة ٢٤٨ هـ. يُنْظَر: ميزان الاعتدال للذهبي (٤/ ٤٧)، الجواهر المضية في طبقات الحنفية (٢/ ١٣٤)، لسان الميزان لابن حجَر (٥/ ٣٨٨)، تقريب التهذيب (ص ٥٠٨).
(٢) سقطت من (ب).
(٣) الفقيه: أبو الليث السمرقندي، السَّابق ذِكْرُه.
(٤) تَنَوَّر: إطَّلَى بالنُّوْرَةِ، والنُّورَةُ: مِن الحَجَر الذي يُحْرَق ويُسَوَّى مِنه الكِلْسُ وتُضَافُ إِلَيْهِ أَخْلاطٌ ويُحْلَقُ بِه شَعْرُ العَانَةِ. يُنْظَر: المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (٢/ ٦٢٩)، الْمُغْرِب في ترتيب الْمُعْرَب (ص ٥١١)، القاموس المحيط (٥/ ٢٤٤).
(٥) في (أ): (وكذا).
(٦) يُنْظَر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٣٣)، البناية شرح الهداية (١٢/ ١٣٩).
(٧) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٨٩).
(٨) - أقوال المذاهب في حّدَّي عورة الرَّجُل عِنْدَ الرِّجال وما يدخل فيها:
- الحنفية: السُّرَّة ليست بعورة وإنما ما تحتها إلى الرُّكْبَة، والرُّكْبَةُ داخلةٌ في العورة.
- المالكية والشافعية على الصحيح والمختار عند الحنابلة: مابين السُّرَّة والرُّكْبَة وهما ليستا داخلتين في العورة.
- أصحاب الظاهر كابن حزم وغيره: السَّوْءتان فقط.
يُنْظَر: تحفة الملوك (ص ٦٣)، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (١/ ٩٥)، الكافي في فقه أهل المدينة (١/ ٢٣٨)، التاج والإكليل لمختصر خليل (٢/ ١٨٠)، الحاوي الكبير للماوردي (٢/ ١٧٢)، المهذب في فقه الإمام الشافعي للشيرازي (١/ ١٢٤)، المغني لابن قدامة (١/ ٤١٣)، الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (١/ ٤٤٩)، المحلَّى بالآثار لابن حزم (٢/ ٢٤١).
(٩) أبو عِصْمة: سعد بن معاذ المروزي، راوي كتابَيْ التحرِّي والحَجْ عن أبي سليمان، روى عن: علي بن الحسن بن شقيق، وغيره، روى عنه: أبو رجاء محمد بن حمدويه، ونبهان بن إسحاق بن مقداس، وأهل مرو، قال الذهبي في ميزان الإعتدال: مجهول، وحديثُهُ باطل، ذكر في تاريخ الإسلام أنه تُوُفّيَ بمرو حوالي سنة ٢٥٣ هـ. يُنْظَر: تاريخ الإسلام للذهبي (٦/ ٨٩)، ميزان الإعتدال للذهبي (٢/ ١٢٥)، الجواهر المضية (٢/ ٢٥٧ - ٢٥٨)، الأصل للشيباني ط قطر (المقدمة/ ٩٩).
(١٠) لَمْ أجِدْهُ.
(١١) يُنْظَر: المبسوط للسرخسي (١٠/ ١٤٦)، المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٢٤)، البناية شرح الهداية (١٢/ ١٤٠).