للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لأن إحرامهما انعقد لأداء/ النفل فلا ينقلب لأداء الفرض ثُمَّ هاهنا شبهة ظاهرة ترد على هذا، وهي ما ذكره شمس الأئمة السرخسي (١) -رحمه الله- في «الجامع الصغير» (٢). فقال: (فإن قيل: [فأين] (٣) ذهب قولكم: إن الإحرام شرط في باب الحجّ بمنزلة الطهارة (٤) في حق الصلاة ولو توضأ صبي، ثُمَّ بلغ بالسن، فصلى بتلك الطهارة جازت صلاته).

[حكم حج الصبي]

قلنا: الإحرام من وجه يشبه طهارة الصلاة، ومن وجه يشبه سائر أعمال الحجّ، فقد يتصل به أداء الأعمال، فيكون من هذا الوجه ركنًا، والأخذ بالاحتياط في باب العبادات أصل، وذكر هو -رحمه الله- أيضًا في «المبسوط» (٥): (ولو أن الصبي أهَلَّ بالحجّ قبل أن يحتلم، ثُمَّ احتلم قبل أن يطوف بالبيت، أو قبل أن يقف بعرفة لم يُجزِهِ من حجة الإسلام عندنا، وعلى قول الشافعي (٦) -رحمه الله- يجزئه، وهذا بناءً على ما بينا في كتاب الصلاة إذا صلى في أول الوقت (٧)،


(١) هو الإمام أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي، المشهور بشمس الأئمة، كان فقيهًا، أصوليًا، محدثاً، مناظرًا، يحفظ اثني عشر ألف كراس، له: المبسوط، وقد أملاه من خاطره من غير مطالعةٍ ولا مراجعةٍ، حيث كان محبوسًا في الجُبّ، وله أيضًا: الأصول، وشرح السير الكبير (ت ٤٨٣ هـ).
انظر: الجواهر المضية (٣/ ٧٨)، تاج التراجم (٢٣٤)، الفوائد البهية (٢٦١).
(٢) انظر: بدائع الصنائع (١/ ١١٤)، وشرح الجامع الصغير، (مخطوط) للإمام أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي، المشهور بشمس الأئمة ت عام (٤٨٣ هـ)، انظر: كشف الظنون (١/ ٥٦٣).
(٣) أثبته من (ج).
(٤) الطهارة: من الفعل طهر، وطهر الشيء بفتح الهاء وضمها يطهر بالضم، طهارة، تطهير والاسم الطهر بالضم، طهر تطهير و تطهر بالماء، وهم قوم يتطهرون أي يتترهون من الأدناس، ورجل طاهر الثياب أي منزه، وثياب طهارى بوزن حيارى على غير قياس كأنه جمع طهران و الطهر بالضم ضد الحيض والمرأة طاهر من الحيض وطاهرة من النجاسة ومن العيوب، والطهور بفتح الطاء ما يتطهر به كالفطور والسحور والوقود، قال تعالى {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} سورة الفرقان من الآية (٤٨).
انظر: مختار الصحاح/ مادة طهر، (ص/ ٣٩٩)
(٥) انظر: المبسوط للسرخسي (٤/ ١٧٣)
(٦) انظر: المجموع (٧/ ٢٠)؛ مغني المحتاج (٢/ ٢١٠).
(٧) في (ج): وقت الصلاة.