للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المُراد بالجرجرة في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إنما يجرجر في بطنه نار جهنم»]

الْجَرْجَرَةُ: بانك كردن وريختن؛ فعلى الأوّل قوله: «نَارَ جَهَنَّمَ» (١) بالرّفع؛ وعلى الثّاني بالنَّصْب، كذا وجدتُ بخط شيخي/، واختار في "الْمُغْرِب" النَّصْب، فقال: هكذا كان محفوظًا من الثقات بنصب الراء، [ومعناه] (٢): يردّدها؛ من جرجر الفحل إذا ردد صوته في حنجرته (٣).

[الشرب بآنية الذهب والفضة والادِّهان منهما]

(لأنّه في معناه) (٤) أي: لأن الادِّهان من آنية الذّهب في معنى الشّرب منها؛ لأنّ كلاًّ منهما استعمال لها، والْمُحرَّم هو الاستعمال (٥).

[قولٌ في صورة الادِّهان المُحَرَّم]

[ … ] (٦) قيل صورة الادِّهان المحرم هو: أن يأخذَ [آنية الذّهب أو الفضّة] (٧) ويصبّ الدُّهْن [ … ] (٨) على الرأس [ … ] (٩)، أمّا إذا أدخل يده فيها وأخذ الدّهن ثم صبّه [ … ] (١٠) [على الرأس من اليد] (١١) لا يُكره؛ كذا ذكره صاحب "الذّخيرة" في "الجامع الصّغير" (١٢) (١٣)، [ … ] (١٤) (١٥).


(١) جزءٌ من حديثٍ أخرجه البخاري (٧/ ١١٣) (كتاب الأشربة) (باب أنية الفضة) برقم (٥٦٣٤): عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ».
- وأخرجه مسلم (٣/ ١٦٣٤) برقم (٢٠٦٥).
(٢) في (أ): (معناه).
(٣) يُنْظَر: الْمُغْرِب في ترتيب الْمُعْرَب (ص ٨٦).
(٤) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٧٧).
(٥) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٠/ ٦)، الاختيار لتعليل المختار (٤/ ١٥٩)، المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٤٦)،
(٦) زيادة في هامش (أ): (قَوْلُهُ: (وَالادِّهَان».
(٧) في هامش (أ): (الْآنِيَةَ الْمُحَرَّمَةَ).
(٨) زيادة في هامش (أ): (مِنْهُ).
(٩) زيادة في هامش (أ): (بِالذَّات).
(١٠) زيادة في هامش (أ): (مِنْهَا).
(١١) في هامش (أ): (مِنْهَا عَلَيْهِ).
(١٢) يُنْظَر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٤٦)، العناية شرح الهداية (١٠/ ٦) تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ١١).
(١٣) الجَامِع الصَّغِيْر: هو شرحٌ لـ "الجامع الصغير للشيباني"، لبرهان الدين، محمود بن أحمد بن عبد العزيز بن عمر ابن مازه البخاري المتوفى سنة ٦١٦ هـ، ولعلَّهُ هو الذي يقصده ابن نجيم في "البحر الرائق" (٢/ ٣٣) بقوله: (وفي النهاية معزياً إلى الجامع الصغير البرهاني)، وذكر القرشي في الجواهر المضية أنَّ مِنْ جُمْلَةِ شُرَّاحِ "الجامع الصغير": (برهان الدين صاحب المحيط)، وقال في "كشف الظنون" في معرِض حديثه عن شروح "الجامع الصغير": (وفي الحقائق أن لصاحب المحيط، وللإمام المحبوبي، وللأفطس، جوامع مرتبة)، فلعلَّهُ هو المقصود بذلك، وهناك نسخةٌ مخطوطة في المكتبة الظاهريَّة في دمشق بسوريا، محفوظَةٌ برقم: ٣٨٣، بهذا العنوان، ومؤَلِّفُهَا: برهان الدين إمام الحرمين، فلعَلَّهُ ذلك. وَيُنْظَر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية (٢/ ٤٤٩)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (١/ ٥٦٣)، هدية العارفين (٢/ ٤٠٤)، الفوائد البهية للكنوي (ص ٢٠٥)، خزانة التراث بمركز الملك فيصل (٦١/ ٦٦٤).
(١٤) زيادة في هامش (أ): (وأرى أنه مخَالِف لِمَا ذُكِر في الْمِكْحَلة، فإن الكُحْل لا بد وأن ينفصل عنها حين الاكتحال، ومع ذلك فقد ذُكِر في المحرمات).
(١٥) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٠/ ٦).