للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وكذا الكتابة كالإعتاق في هذا) (١) أي أنّه يحلّ وطء الأخرى.

وفي "المبسوط": هذا الجواب في الكتابة مشكل؛ لأنّها بالكتابة لا تخرج عن ملك المولى حتى لا يلزمه استبراء جديد بعد العجز ولم يحِلَّ فرجها لغيره/ [وكان] (٢) ينبغي أن لا يحلّ له وطء الأخرى ولكن [قال] (٣) مِلْكُ المولى يزول بالكتابة [ولهذا] (٤) يلزمه العقد بوطئها [فكان] (٥) وطئه إياها وطئاً في غير ملك حتّى لا ينفك عن عقوبة أو غرامة وقد سقطت العقوبة فتجب الغرامة فيجعل زوال ملك الحلّ عنها بالكتابة كزواله بتزويجها فيحل له أن يطأ الأخرى (٦).

(وكل امرأتين لا يجوز الجمع بينهما [نكاحاً فيما ذكرنا] (٧) (٨) كما إذا كانت إحداهما عمّه الأخرى أو خالتها (بمنزلة الأختين) (٩).

(وذكر الطّحاوي) (١٠) أي: في شرح الآثار (١١) (١٢).

[تقبيل الرَّجُل فَم الرَّجُل أو يَده أو شيئاً مِنْه أو معانقته]

(«نَهَى عَنْ الْمُكَامَعَةِ (١٣)» -وَهِيَ الْمُعَانَقَةُ- (١٤) (١٥)، وعن عطاء (١٦) / سئل ابن عبّاس -رضي الله عنهما- عن المعانقة فقال: أوّل من عانق إبراهيم خليل الرّحمن -عليه السلام-، كان بمكة فأقبل إليها ذو القرنين فلما كان بالأبطح (١٧) قيل له: في هذه البلدة إبراهيم خليل الرحمن، {فقال ذو القرنين: ماينبغي لي أن أركب في بلدة فيها خليل الرحمن} (١٨) فنزل ذو القرنين ومشى إلى إبراهيم فسلّم عليه إبراهيم واعتنقه، [فكان] (١٩) هو أوّل من عانق (٢٠).


(١) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٩٨).
(٢) في (أ): (فكان).
(٣) في (أ): (حِلُّ).
(٤) في (ب): (ولكن قال).
(٥) في (ب): (وكان).
(٦) يُنْظَر: المبسوط للسرخسي (١٣/ ١٦٠)، العناية شرح الهداية (١٠/ ٥١).
(٧) في (ب): (فيما ذكرنا نكاحاً).
(٨) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٩٨).
(٩) يُنْظَر: المرجع السابق.
(١٠) يُنْظَر: المرجع السابق.
(١١) شَرْح الْآثَار: المقصود به هنا كتاب "شرح معاني الآثار" في الحديث، لأبي جعفر، أحمد بن محمد بن سلامة ابن سلمة الأزديّ الطحاوي، الْمُتَوَفَّى سنة ٣٢١ هـ، ذَكَر فيه: أنه سأله بعض أصحابه تأليفه في الآثار المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأحكام التي يتوهم أهل الإلحاد والضعفة، أن بعضها ينقض بعضًا، لقلة علمهم بناسخها ومنسوخها، وهو مطبوع في خمسة أجزاء أحدها للفهارس، طَبعَتْه دار عالَم الكتُب، عام ١٤١٤ هـ، بتحقيق وتقديم: محمد زهري النجار ومحمد سيد جاد الحق. ويُنْظَر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (٢/ ١٧٢٨)، الأعلام للزركلي (١/ ٢٠٦).
(١٢) يُنْظَر: شرح معاني الآثار للطحاوي (٤/ ٦٩٠١)، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ٢٥)، منحة السلوك شرح تحفة الملوك (ص ٤١٥).
(١٣) الْمُكَامَعَة: كامَعَ المرأَة: ضاجَعَها، والكِمْعُ والكَمِيعُ: الضَّجِيعُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلزَّوْجِ: هُوَ كَمِيعُها، والْمُكامَعةُ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا: هِيَ أَن يُضاجِع الرجُلُ الرجلَ أو المرأة المرأة فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَا سِتْرَ بَيْنَهُمَا. يُنْظَر: الْمُغْرِب في ترتيب الْمُعْرَب (ص ٤٤٠)، مختار الصحاح للجوهري (ص ٢٧٣)، لسان العرب (٨/ ٣١٣).
(١٤) - أخرجه ابن أبي شيبة في مصنَّفِه (٤/ ٤٢) كتاب (النكاح) باب (في مباشَرةِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ والْمَرْأةِ الْمَرْأَةَ) برقم (١٧٥٩٧) قال: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْحِمْيَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ الْحَجَرِيِّ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَامِرٍ الْحَجَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَيْحَانَةَ، صَاحِبَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «يَنْهَى عَنْ مُعَاكَمَةِ، أَوْ مُكَاعَمَةِ، الْمَرْأَةِ الْمَرْأَةَ لَيْسَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ، أَوْ مُعَاكَمَةِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ فِي شِعَارٍ لَيْسَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ».
- وأخرج أبو داود في سُنَنِه حديث «الْمُكَامَعَة» فقط (٦/ ١٥٩) كتاب (اللباس) باب (من كرهه) برقم (٤٠٤٩) بِسَنَدِه: عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ يَعْنِي الْهَيْثَمَ بْنَ شَفِيٍّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي يُكْنَى أَبَا عَامِرٍ رَجُلٌ مِنَ الْمَعَافِرِ لِنُصَلِّيَ بِإِيلْيَاءَ وَكَانَ قَاصَّهُمْ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ يُقَالُ: لَهُ أَبُو رَيْحَانَةَ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَ أَبُو الْحُصَيْنِ: فَسَبَقَنِي صَاحِبِي إِلَى الْمَسْجِدِ ثُمَّ رَدِفْتُهُ فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَسَأَلَنِي هَلْ أَدْرَكْتَ قَصَصَ أَبِي رَيْحَانَةَ قُلْتُ: لَا، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ عَشْرٍ، عَنِ الوَشْرِ، وَالْوَشْمِ، وَالنَّتْفِ، وَعَنْ مُكَامَعَةِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ بِغَيْرِ شِعَارٍ، وَعَنْ مُكَامَعَةِ الْمَرْأَةِ الْمَرْأَةَ بِغَيْرِ شِعَارٍ، وَأَنْ يَجْعَلَ الرَّجُلُ فِي أَسْفَلِ ثِيَابِهِ حَرِيرًا، مِثْلَ الْأَعَاجِمِ، أَوْ يَجْعَلَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ حَرِيرًا مِثْلَ الْأَعَاجِمِ، وَعَنِ النُّهْبَى، وَرُكُوبِ النُّمُورِ، وَلُبُوسِ الْخَاتَمِ، إِلَّا لِذِي سُلْطَانٍ» قَالَ أَبُو دَاوُدَ: «الَّذِي تَفَرَّدَ بِهِ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ذِكْرُ الْخَاتَمِ».
- وأخرجه النسائي في الكُبرى (٨/ ٣٣٢) برقم (٩٣١٣) وفي الصُّغرى (٨/ ١٤٣) برقم (٥٠٩١).
- وضعَّفَه الألباني. يُنْظَر: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (١٤/ ٩٢) برقم (٦٥٣٩).
(١٥) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٩٨).
(١٦) عَطَاء: هو أبو محمد، عطاء بن أبي رباح، واسمُ أبي رباح هو: أَسْلَم، مَوْلَى آل أبي ميسرة بن أبي خُثَيْم الفهري، نَشَأ بمكة، كان ثقةً فقيهاً عالماً كثير الحديث، من سادات التابعين، روى عن أبي هريرة وابن عباس وجابر وغيرهم من الصحابة، وروى عنه سليمان بن موسى الأشدق ووقيس بن سعد وغيرهما، كان من أعلم الناس بالمناسك، انتهت فتوى أهل مكة إليه وإلى مجاهد في زمانهما، وُلِدَ سنة ٢٧ هـ، وأختُلِفَ في سنة وفاته فقيل: ١١٤ هـ، وقيل: ١١٥ هـ. يُنْظَر: الطبقات الكُبرى لابن سعد (٦/ ٢٠ - ٢٢)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٦/ ٣٣٠ - ٣٣١)، الثقات لابن حِبَّان (٥/ ١٩٩).
(١٧) الأَبْطَح: كُلُّ مَسِيْلٍ فيه دِقَاقُ الحصى فهو أَبْطَح، والْمَقصود به هُنا: وادٍ يُضافُ إلى مكة وإلى منى، لأن المسافة بينه وبينهما واحدة، وربما كان إلى منى أقرب، وهو الْمُحَصَّب، وهو خَيْفُ بني كنانة، وذكر بعضهم أنه إنما سمّي أبطح؛ لأن آدم -عليه السلام- بَطَّح فيه. يُنْظَر: معجم البلدان لياقوت الحموي (١/ ٧٤)، طِلْبَة الطَّلَبة في الاصطلاحات الفقهية (ص ٣٢).
(١٨) مابين القوسين سقط من (أ).
(١٩) في (ب): (وكان).
(٢٠) يُنْظَر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ٢٥)، العناية شرح الهداية (١٠/ ٥١)، درر الحكام شرح غرر الأحكام (١/ ٣١٨).