للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[إطلاق الثمن عند ذكر الصفة]]

ومن أطلق الثمن (١)

أي: عند ذكر الصفة، أي: ذكر القدر دون الصفة، فإنه لو لم يذكرهما كانت هذه المسألة غير (٢) تلك المسألة التي ذكرها قبلها قبل الاستثناء، وهي قوله: والأثمان المطلقة لا تصح، ولو ذكر فيما كانت عين تلك المسألة بعد الاستثناء، وهي أن تكون معروفة القدر والصفة في الأثمان المطلقة فيلزم التكرار، فلابد من أن يقال: إن معنى الإطلاق هنا هو (٣) الإطلاق عن ذكر الصفة دون القدر، بأن يذكر القدر دون الصفة، بأن قال: اشتريته بعشرة دراهم، ولم يقل: إنها بخارية أو سمرقندية، ثم في زماننا في بخارى كان ذكر الدراهم منصرفاً إلى ذكر (٤) الدراهم البخارية؛ لأنها غالب نقد البلد.

[[اختلاف نقود البلد]]

(وهذا) (٥) أي: فساد البيع فيما إذا كان كل النقود (في الرواج (٦) سواء) مع اختلافها في المالية، كالذهب الركني والخليفتي، فإن (الذهب) (٧) الخليفتي كان أفضل في المالية من (٨) الركني، ثم إنهما كانا غالب نقد البلد (وهذا إذا كانت مختلفة في المالية)

"أي: فساد البيع بإطلاق الثمن عن الصفة فيما إذا كانت النقود الرابحة مختلفة في المالية كما ذكرناه.

(الثنائي)

ما كان الاثنان منه دانقاً (٩)، والثلاثي هو ما كان الثلاث منه دانقاً، والنصرتي بسمرقند بمنْزلة الناصري ببخارى، كذا في فوائد مولانا الإمام حميد الدين الضرير (١٠) حمه الله" (١١)، وحاصل هذا ما ذكر في الذخيرة: "إذا اشترى الرجل شيئاً من آخر بألف درهم، أو بمائة دينار، ولم يسمِّ شيئاً، فهذا على وجهين:


(١) قال في الهداية: "في البيع". الهداية شرح بداية المبتدي (٣/ ٩٤١).
(٢) "غير" في (ب)، وفي (أ) "عين"، والصحيح ما أثبته.
(٣) "هو" في (ب)، وفي (أ) "هي"، والصحيح ما في (ب) لمناسبة المعنى.
(٤) سقط من (ب).
(٥) قال في الهداية: "لأنه المتعارف، وفيه التحري للجواز فيصرف إليه، فإن كانت النقود مختلفة فالبيع فاسد، إلا أن يبين أحدهما، وهذا إذا كان الكل في الرواج سواءً؛ لأن الجهالة مفضية إلى المنازعة، إلا أن ترتفع الجهالة بالبيان، أو يكون أحدهما أغلب وأروج، فحينئذ يصرف إليه تحريًّا للجواز" الهداية في شرح بداية المبتدي (٣/ ٩٤٠).
(٦) راج المتاع يروج روجاً، من باب قال، والاسم الرواج، نفق وكثر طلابه، وراجت الدراهم رواجاً: تعامل الناس بها. وقال أبو بكر الأزدي: "وراج الأَمر يروج روجاً ورواجاً: إِذا جَاءَك فِي سرعَة فَهُوَ رائج". المصباح المنير (١/ ٢٤٢)، جمهرة اللغة (١/ ٤٦٨).
(٧) في (ب).
(٨) في هامش (أ).
(٩) الدانق -بالفتح والكسر-: قيراطان، والجمع دوانق ودوانيق، وقد لقب به أبو الجعفر المنصور، وهو الثاني من خلفاء بني العباس بالدوانقي، وبأبي الدوانيق؛ لأنه لما أراد حفر خندق بالكوفة قسط على كل واحد منهم دانق فضة وأخذه وصرفه في الحفر. المغرب (١/ ١٦٩).
(١٠) علي بن محمد بن علي الرامشي، البخاري، الضرير، حميد الدين، فقيه، أصولي، محدث، مفسر. من تصانيفه: الفوائد، وشرح النافع، وكلاهما في فروع الفقه الحنفي، وفاته سنة سبع وستين وستمائة. معجم المؤلفين (٧/ ٢١٧)، الفوائد البهية (٢١١).
(١١) العناية (٦/ ٢٦٣)، البناية (٨/ ١٨).