للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيل للشّيخ (١) /: أليس روي عن عمر -رضي الله عنه- أنّه كان يلبس قميصًا عليه كذا كذا رُقعة؟ قال إنما فعل عمر -رضي الله عنه-[ذلك] (٢) لحكمة؛ [وهي] (٣) أنه كان أمير المؤمنين ولو لبس ثيابًا نفيسة واتخذ لنفسه ألوانًا من الأطعمة فعُمَّالُهُ وحَشَمُه يقتدون به في ذلك، وربّما لا يكون لهم مال فيأخذون من المسلمين، فإنما اختار ذلك لهذه المصلحة؛ ولأنّ ما روي عن النبي -عليه السلام- في لباسه وذلك دليل الجواز ولا كلام فيه (٤).

[لُبْسُ الْمُعَصْفَر والْمُزَعْفَر من الثياب للرجال]

وفي "المنتقى" (٥) كان أبو حنيفة [/] (٦) يكره للرجال أن تلبس الثوب الْمُعَصْفَر (٧) والْمُزَعْفَر (٨)، كذا في "الذّخيرة" (٩).


(١) للشيخ: هو أبو حنيفة/. يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٢/ ١٠٨)، حاشية الشلبي على تبيين الحقائق (٦/ ٢٢٩).
(٢) في (أ): (كذلك).
(٣) في (ب): (وهو).
(٤) يُنْظَر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٤٣)، حاشية الشلبي على تبيين الحقائق (٦/ ٢٢٩)، رد المحتار على الدر المختار (٦/ ٧٥٥).
(٥) الْمُنْتَقَى: كتابٌ في الفقه الحنفي، لِأبي الفضل، مُحمد بن محمد بن أحمد، المروزي البلخي، الشهير بـ"الحاكم الشهيد"، وَلِيَ القضاء ببُخارى، ثم ولاَّه صاحب خراسان وزارته، وقُتِلَ شهيداً نحسبُهُ سنة ٣٣٤ هـ، جمع فيه مصنفه نوادر المذهب الحنفي، بعد مطالعته في ثلاثمائة جزء مؤلف، والكتاب مفقود حسب ما أشار في الطبقات السُّنِّيَّة حيث قال: ولا يوجد "المنتقى" في هذه الأعصار. يُنْظَر: الطبقات السُّنِّيَّة في تراجم الحنفية (١/ ٤٥)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (٢/ ١٨٥١)، الفوائد البهية في تراجم الحنفية (ص ٣٠٥)، الأعلام للزركلي (٧/ ١٩ - ٢٠).
(٦) في (ب): -رضي الله عنه-.
(٧) الْمُعَصْفَر: عَصْفَرْتُ الثوبَ؛ صَبَغْتُهُ بِالْعُصْفُرِ، فهو مُعَصْفَرٌ اسمُ مَفعُولٍ، والعُصْفُر: نبات صَيفِي، يُسْتَعمل زهرُهُ تابلاً، ويُسْتَخرَجُ مِنْهُ صبغ أَحْمَر يصْبغ بِهِ الْحَرِير وَنَحْوه. يُنْظَر: المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (٢/ ٤١٤)، المعجم الوسيط (٢/ ٦٠٥).
(٨) الْمُزَعْفَر: الَّذِي صُبِغَ بالزعفران من الثِّيَاب. يُنْظَر: الفائق في غريب الحديث (٢/ ١١٠)، مشارق الأنوار على صحاح الآثار (١/ ٣١٢).
(٩) يُنْظَر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٤٢)، البناية شرح الهداية (١٢/ ١٠٨)، تكملة البحر الرائق (٨/ ٢١٦).