للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي «المبسوط» وروي (عَن مُحَمَّدٍ - رحمه الله-): أَنَّ (المُتَلاحِمَةَ قَبْلَ البَاضِعَةِ (١) وهذا اختلاف في مآخذ الكلمة لا في الحكم، فمن (٢) ذهب إلى أن المتلاحمة مأخوذة من قولك اللحم (٣) الشيئان إذا اتَّصل أحدهما بالآخر فالمتلاحمة ما تظهر اللحم (٤) ولا تقطعه والباضعة بعدها؛ لأنَّها تقطعه وفي ظاهر الرواية المتلاحمة ما تعمل في قطع أكثر اللحم فهو بعد الباضعة، والمنقلة وهي التي تخرج منها العظم أو تجعل العظم كالنقل وهو الحصى (٥).

[تعريف الآمَّة]

(والآمَّةُ (٦) بالمدِّ [من آمَّه] (٧) أي: شجَّه آمة وهي التي تبلغ أم الدماغ حتى يبقى بينهما (٨) وبين الدِّماغ جلد رقيق وأم الدِّماغ الجلدة التي تجمع الدماغ كذا في «الصِّحاح» (٩).

(ولأَنَّ فِيمَا فَوقَ المُوضِحَةِ (١٠) أي: فيما هو أكثر شجَّة من الموضحة وهو ما ذكره بعد الموضحة وهو ثلاثة الهاشمة، والمنقلة، والآمَّة، (يَجِبُ القِصَاصُ فِيمَا قَبْلَ المُوضِحَةِ (١١) أي: قبل الموضحة ذكراً دون (١٢) الموضحة أثراً وشجا، وهو ستة من الحارصة إلى السمحاق.

المِسْبَار ما يسبر به الجرح أي: يقدر قدر غوره بحديدة أو غيرها (١٣).

(وَفِيمَا دُونَ المُوضِحَةِ حُكُومَةُ عَدْلٍ (١٤) أي: دون الموضحة من حيث الأثر والشج، ولكن قبل الموضحة من حيث الذكر وهو الحارصة إلى السمحاق فلذلك ذكر مرة بما قبل الموضحة ومرة بما دون الموضحة (١٥).


(١) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٣).
(٢) وفي (ب) (فمحمد -رحمه الله-)، وهي الصواب، وهكذا جاءت في المبسوط.
(٣) وفي (ب) (التحم)، وهي الصواب، وهكذا جاءت في المبسوط.
(٤) وفي (ب) (العظم).
(٥) يُنْظَر: المبسوط؛ للسرخسي (٢٦/ ٧٣).
(٦) بداية المبتدي (٢٤٥).
(٧) زيادة في (ب).
(٨) وفي (ب) (بينها)، ولعلها الصواب بإذن الله، وهي الموافقة لما في الصحاح.
(٩) يُنْظَر: الصحاح؛ للجوهري (٥/ ١٤٣).
(١٠) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٢).
(١١) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٢)، وقال الامام المرغيناني: قال محمد في الأصل: وهو ظاهر الرواية: يجب القصاص فيما قبل الموضحة.
(١٢) وفي (ب) (ودون).
(١٣) يُنْظَر: المغرب في ترتيب المعرب (١/ ٣٧٩)، لسان العرب (٤/ ٣٤٠).
(١٤) بداية المبتدي (٢٤٥)، وهو لفظ المبسوط؛ للشيباني (٤/ ٤٤٣).
(١٥) يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٣/ ١٩١).