للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[توفير المرشد أو القائد للأعمى]

فإن الأعمى إذا وجد قائدًا يقوده إلى الحجّ، ووجد مؤنة القائد، فعلى قول أبي حنيفة -رحمه الله- في المشهور لا يلزمه الحجّ، وذكر الحاكم الشهيد (١) في «المنتقى» (٢) أنه يلزمه الحجّ.

وأما على قولهما فقد ذكر شيخ الإسلام (٣) أنه يلزمه الحجّ على قياس الجمعة، والأعمى إذا ملك الزاد والراحلة إن لم يجد قائدًا لا يلزمه الحجّ بنفسه في قولهم.

وهل يجب الإحجاج بالمال عند أبي حنيفة رحمه الله؟، لا يجب، وعندهما يجب، وإن وجد قائدًا عند أبي حنيفة لا يلزمه الحجّ بنفسه، كما لا يلزمه الجمعة، وعن صاحبيه فيه روايتان هما فرقًا على إحدى الروايتين [بين] (٤) الجمعة والحجّ، وقالا: وجود القائد إلى الجمعة (ليس بنادر، بل هو غالب فيلزمه الجمعة، ولا كذلك القائد إلى الحجّ) كذا في «الذخيرة» (٥) و «فتاوى قاضي خان» (٦).

[حكم وجوب الحج على المقعد]

(وأما المُقْعَدُ فعن أبي حنيفة -رحمه الله- أنه يجب).

عليه، هذا رواية الحسن (٧) عن أبي حنيفة -رحمه الله-.


(١) الحاكم الشهيد هو الإمام أبو الفضل محمد بن محمد بن أحمد المروزي البلخي، الشهير بالحاكم الشهيد، العالم الكبير، الفقيه المحدث، شيخ الحنفية في زمانه، كان يحفظ الفقهيّات وستين ألفًا من الحديث الشريف، له: الكافي، المنتقى، توفي شهيدًا وهو ساجد عام (٣٤٤ هـ).
انظر: الجواهر المضية (٣/ ٣١٣)، تاج التراجم (ص/ ٢٧٢)، الفوائد البهية (ص/ ٣٠٥).
(٢) انظر: بدائع الصنائع (٢/ ١٢١)، العناية شرح الهداية (٢/ ٤١٥)،
والمنتقى في الفقه الحنفي لمحمد بن محمد بن أحمد، أبو الفضل المروزي السلمي البلخي، الشهير بالحاكم الشهيد، قاض، ووزير، كان عالم مرو، وإمام الحنفية في عصره، (ت ٣٣٤ هـ)، ولا يزال الكتاب مخطوطاً.
انظر: الجواهر المضية (٣/ ٣١٣)، تاج التراجم (ص/ ٢٧٢).
(٣) شيخ الإسلام هو الإمام أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني، صاحب الإمام أبي حنيفة وتلميذه.
(٤) أثبته من (ج).
(٥) انظر: أصله في المحيط البرهاني (٢/ ٤١٧)، والذخيرة البرهانية، لمؤلفه: برهان الدين بن محمود
تاج الدين، اختصرها من كتابه المشهور بـ (المحيط البرهاني) وهو لايزال مخطوطاً.
انظر: كشف الظنون (١/ ٨٢٣).
(٦) انظر: فتاوى قاضي خان (١/ ١٣٩).
(٧) هو الإمام الحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي، صاحب الإمام أبي حنيفة وتلميذه، كان حسن الخُلق يقظًا، فطنًا، فقيهًا، تولى قضاء الكوفة، وكان حافظًا للروايات عن أبي حنيفة، كان محبًا للسنّة واتّباعها، حتى كان يكسو مماليكه مما كان يكسو به نفسه، وكان يقول: كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث كلها يحتاج إليها الفقهاء، له: المجرد، الأمالي (ت ٢٠٤ هـ).
انظر: الفوائد البهية (ص/ ١٠٤)، الجواهر المضية (٢/ ٥٦).