للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[[القتل بسبب]]

(وَأَمَّا القَتْلُ بِسَبَبٍ فحافر (١) البِئْرِ (٢) وهذا ليس بعمد ولا خطأ ولا ما أجري مجرى الخطأ؛ لأنه ليس بمباشر (٣) للقتل؛ لأنَّ مباشرة القتل باتِّصال فعل من القاتل بالمقتول (٤) ولم يوجد وإنما اتَّصل فعله بالأرض فكان هو مسبباً (٥) متعدياً فهي (٦) الدية على عاقلته صيانة للنفس عن الهدر كذا ذكره الإمام المحبوبي (٧) (٨).

(وَلَنَا أَنَّ القَتْلَ مَعْدُومٌ مِنْهُ (٩) أي: من القاتل بالسبب حقيقة؛ لأن التصرف في الجثة لم يوجد إنما وجد التصرف في محل آخر وإنما ألحق التسبيب بالمباشرة على خلاف الأصل في إيجاب الضمان فبقي في حق الكفارة وحرمان الميراث على الأصل (١٠) كذا في الإيضاح (١١).

(وما يكون [في] (١٢) شِبهِ العمد في النفس فهو عمد فيما سواها (١٣) أي: فيما دون النفس وهذا؛ لأن حد شبه العمد في النفس أن يتعمَّد الضَّارب الضَّرب ولا يقصد الإتلاف إنما يقصد التأديب وذلك إنما يتحقق في النفس؛ لأنَّ إتلاف النفس لا يقصد بالسوط وإنما يقصد بالسلاح فكان القتل بالسوط شبه عمد؛ لأنَّه من حيث إنه تعمد الضرب مستعمل (١٤) ومن حيث إنه ما تعمد (١٥) الإتلاف وإنما تعمد التأديب مخطئ فكان (١٦) شبه عمد، وهذا الحد لا يَتَأتَّى فيما دون النفس؛ [لأن ما دون النفس] (١٧) كما يقصد بالإتلاف بالسلاح يقصدها (١٨) [لا] (١٩) بالإتلاف (٢٠) بغير السَّلاح فكان الضرب بالخشب وبالسوط فيما دون النفس عمدًا باعتبار الضرب والإتلاف جميعًا فصار الخشب فيما دون النفس بمنزلة السلاح في النفس فلهذا وقع الفرق بينهما كذا في الذَّخيرة (٢١). والله أعلم.


(١) وفي (ب) (بحافر)، والصواب (كَحَافِرِ)، كما في متن البداية.
(٢) بداية المبتدي (٢٣٩).
(٣) المباشر: من فعل الأمر من غير واسطة، ومنه المباشر للقتل، والسبب المباشر.
يُنْظَر: معجم لغة الفقهاء (١/ ٤٨٣).
(٤) وفي (ب) (إلى المقتول).
(٥) وفي (ب) (سبباً).
(٦) وفي (ب) (فتجب)، وهي الصواب لموافقتها سياق الكلام.
(٧) هو: جمال الدين أبو الفضل عبيد الله بن إبراهيم بن أحمد بن عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز بن محمد بن جعفر ابن هارون بن محمد بن أحمد بن محبوب بن الوليد بن عبادة بن الصامت الانصاري العبادي المحبوبي البخاري الحنفي، انتهت إليه معرفة المذهب، والمعروف بأبي حنيفة الثاني، قال الذهبي في المؤتلف والمختلف عالم الشرق شيخ الحنفية. (ت ٦٣٠ هـ). يُنْظَر: الجواهر المضية (١/ ٣٣٦)، سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٣٤٥).
(٨) يُنْظَر: المبسوط؛ للسَّرَخْسِيِّ (٢٦/ ٦٨).
(٩) الهداية شرح البداية (٤/ ١٦٠).
(١٠) وهو عدم القتل.
(١١) يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٣/ ٧٥)، حاشية ابن عابدين (٦/ ٥٣٢).
(١٢) زيادة في (ب).
(١٣) بداية المبتدي (٢٣٩).
(١٤) وفي (ب) (متعمد).
(١٥) وفي (ب) (قصد).
(١٦) وفي (ب) (ولأن).
(١٧) زيادة في (ب).
(١٨) وفي (ب) (يقصد).
(١٩) سقط في (ب).
(٢٠) وفي (ب) (بإتلاف).
(٢١) يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٣/ ٧٥)، مجمع الأنهر (٤/ ٣١١)، حاشية ابن عابدين (٦/ ٥٣٠).