للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالصواب.

باب دعوى النسب (١):

لما ذكر الدعوى في الأموال وما في معناها شرع في بيان دعوى النسب وإنما قدم دعوى الأموال لكثرة وقوعها كثرة الوقوع من أسباب التقديم؛ لأن الأهمية في كثرة الوقوع ولا شك أن الأهمية من أسباب التقديم.

(وإذا باع جارية فجاءت بولد فادعاه البائع)، … إلى آخره.

هذه المسألة على وجوه ثلاثة: إما أن يعلم أن العلوق كان في ملك البائع بأن ولدت (لأقل من ستة أشهر) من وقت البيع (٢)، أو كان في ملك المشتري بأن ولدت (لأكثر من سنتين من وقت البيع) ومشكوكًا بأن ولدت لأقل من سنتين، فإن علم أن العلوق (٣) كان في ملك البائع بأن اشترى جارية فباعها بعد سنتين وولدت لأقل من ستة أشهر فادعى البائع صِحَّةَ دعوته. والقياس: أن لا تصح فكان في دعواه مناقضًا أو ساعيًا في نقض ما تم به وهو البيع فلا يقبل قوله. كما لو قال: كنت أعتقتها أو دبرتها (٤) قبل أن أبيعها، ولنا أنا تيقنا بحصول العلوق في ملكه، وذلك ينزل منزلة البينة في إبطال حق الغير عنها وعن ولدها وهذا؛ لأن بحصول العلوق في ملكه ثبت له حق استلحاق النسب بالدعوة (٥). وذلك لا يحتمل


(١) العنوان: ساقط من (أ).
(٢) في (ب): اليد.
(٣) العلوق: الولد في بطن أمه. يُنْظَر: لسان العرب ١٠/ ٢٦٣.
(٤) التَّدْبِيرُ: الْإِعْتَاقُ عَنْ دُبُرٍ وَهُوَ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ. يُنْظَر: المغرب (ص: ١٦٠).
(٥) يوجد على هامش (أ) كلام في الحاشية في شرح كلمة الدعوة لغة، والظاهر أنه لغير المؤلف لأنه لا يوجد في (ب) أيضًا. والكلام هو: الدِّعوة بكسر الدال مختصة بدعوى النسب كما أنها بفتحها مختصة في الطعام تقول: كنا في دعوة فلان وهو مصدر … ومن الدعاء إلى الطعام، وروي في لغة عدي عكس ذلك. كذا في الصحاح. الدعوة ثلاث أوجه دعوة استيلاء ودعوة تحرير ودعوة شبهة، كالأب يدعي جارية ابنه وحكم كل قسم وشرطه مذكور في موضعه.