للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كتاب الحجر]

أورد كتاب الحجر عقيب الإكراه؛ لأن في كل منهما [سلب] (١) الولاية (٢) المختارة عن الجري على موجب اختياره، إلا أن الإكراه أقوى تأثيرا في حق سلب الولاية؛ لأن فيه سلبا [لها] (٣) عمن له اختيار صحيح، إلا وولاية كاملة بخلاف الحجر فكان هو أحق بالتقديم؛ لقوته ثم محاسن الحجر هي: النظر، والمرحمة في حق المحجور، وفي حق من ينوب عنه؛ لأن المحجور إنما حجر عما يهواه لأسباب تقتضي الحجر عن مبتغاه، [لإن] (٤) الله تعالى خلق الورى وفاوت بينهم في الحجر، فجعل بعضهم أولى الرأي، والنهي، ومنهم أعلام الهدى، ومصابيح الدجى (٥)، وجعل بعضهم مبتلى ببعض أسباب الردى فيما يرجع إلى [معاملات] (٦) الدنيا كالمجنون الذي هو عديم العقل، والمعتوه الذي هو ناقص العقل، فأثبت الحجر عليهما عن التصرفات؛ نظرا من الشرع لهما؛ لأن الظاهر من تصرفهما هو ضرر يلزمها؛ لأنه ليس لهما عقل كامل يرد عنهما،


(١) في (أ) سلبت وفي (ب) سلب والصحيح ما ذكر في (ب).
(٢) الولاية لغة: بالفتح النصرة والمحبة وكذا الولاء إلا أنه اختص في الشرع بولاء العتق وولاء الموالاة والولاية بالكسر الاسم مثل الامارة والنقابة، لانه اسم لما توليته وقمت به.
انظر: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٦/ ٢٥٣٠)، المغرب في ترتيب المعرب (ص: ٤٩٦).
شرعا: اختص بولاء العتاقة وولاء الموالاة وهو في الشرع عبارة عن التناصر بولاء العتاقة أو بولاء الموالاة.
انظر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشلبي (٥/ ١٧٥)، تكملة البحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة الخالق وتكملة الطوري (٨/ ٧٣).
(٣) في (أ) لهما في (ب) لها والصحيح ما ذكر في (ب).
(٤) في (أ) فإن وفي (ب) لأن والصحيح ما ذكر في (ب).
(٥) الدجى: الظلمة وقيل: الدجى سواد الليل مع غيم، وأن لا ترى نجما ولا قمرا.
انظر: مختار الصحاح (ص: ١٠٢)، لسان العرب (١٤/ ٢٤٩).
(٦) في (أ) معاملة وفي (ب) معاملات والصحيح ما ذكر في (ب).