للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فَصْلٌ

[[مناسبة ذكر الفصل لما قبله]]

لما فرغ من مسائل الشِّجاج وهي تتعلق (١) بالرأس والرأس أوَّل ما يظهر من الإنسان في ظاهر العالم ثم ما دونه شرع في بيان مسائل ما دونه على ذلك التَّرتيب أيضاً.

[[دية الأصابع]]

(وَفِي أَصَابِعِ اليَدِ [نِصْفُ الدِّيَةِ] (٢) (٣) أي: اليد الواحدة، فإنَّ في أصابع اليدين كمال الدية على ما رويناه وهو ما ذكر في فصل ما (٤) دون النَّفس قوله -عليه السلام- «في كلِّ أصبع عشر من الإبل» (وَهُوَ المُوجِبُ عَلَى مَا مَرَّ (٥) وهو قوله - عليه السلام -. (وَلِأَنَّ فِي قَطْعِ) الكل (تَفْوِيتَ جِنْسِ المَنْفَعَة (٦) إلى آخره.

(لا وَجْهَ إِلَى أَنْ يَكُونَ تَبَعاً لِلأَصَابِعِ لأَنَّ بَيْنَهُمَا عُضْواً كَامِلاً (٧) كما لم يحصل إحدى اليدين تابعة للأخرى.

وأمَّا قوله: (وَاليَدُ اسْمٌ لِهَذِهِ الجَارِحَةِ إِلَى المَنْكِبِ (٨) وقوله -عليه السلام-: «وَفِي اليَدَينِ الدِّيَةُ (٩) (١٠) فإن اسم اليد متناول لهذه الجارحة من رؤوس الأصابع إلى الإبط (١١) (١٢).

قلنا: لا نُسلِّم لما أنَّ (١٣) اليد إذا ذكرت في موضع القطع فالمراد به من مفصل الزَّند بدليل آية السَّرقة كذا في المبسوط (١٤)

(وَلا إِلَى أَنْ يَكُونَ تَبَعاً للكَفِّ (١٥) لما ذكر ولما لم يكن الساعد تبعاً لا إلى الأصابع ولا إلى الكفِّ وجب اعتباره أصلاً إذ لا وجه إلى إهداره ولم يرد من الشَّارع فيه شيء مقدَّر فيجب فيه حكومة العدل (لأَنَّهُ لا وَجْهَ إِلَى الجَمْعِ بَيْنَ الأَرْشَيْنِ (١٦) أي: أرش الأصبع وأرش الكف أي الجمع بين هذين الأرشين ممتنع، فإنَّ ضمان الكف وهو (١٧) عين ضمان الأصابع [وضمان الأصابع] (١٨) هو عين ضمان الكف فهو شيء واحد فوجب التَّرجيح بالكثرة كما قلنا فيمن شجَّ رأس إنسان وتناثر بعض شعره حيث يذهب (١٩) هناك الأقل في الأكثر كذلك هنا (٢٠). (٢١)


(١) وفي (ب) (وهو يتعلق).
(٢) سقط في (ب).
(٣) بداية المبتدي (٢٤٥).
(٤) وفي (ب) (فيما).
(٥) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٤).
(٦) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٤).
(٧) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٤).
(٨) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٤).
(٩) وهو قطعة من حديث عمرو بن حزم وتقدم الكلام فيه.
(١٠) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٤).
(١١) وفي (ب) (الأباط).
(١٢) يُنْظَر: بدائع الصنائع (١/ ٤)، كتاب الكليات (٩٨٤).
(١٣) وفي (ب) (لأن).
(١٤) يُنْظَر: المبسوط؛ للسرخسي (٢٦/ ٨٢).
(١٥) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٤).
(١٦) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٤).
(١٧) وفي (ب) (هو).
(١٨) زيادة في (ب).
(١٩) وفي (ب) (يدخل)، وهي الصواب لموافقتها سياق الكلام.
(٢٠) وفي (ب) (ههنا).
(٢١) يُنْظَر: تكملة البحر الرائق (٨/ ٣٨٥)، البناية شرح الهداية (١٣/ ١٩٧).