للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الْمُراد بالخّزِّ]

الخَزُّ: اسمٌ لِثَوْبٍ سَدَاهُ حرير ولُحْمَتَهُ صُوفُ حيوان في الماء (١).

(ولأنّ الثّوب إنما يصير ثوباً بالنَّسْج، والنَّسْجُ باللُّحْمة فكانت هي المعتبرة دون السَّدَي) (٢) وهذا لأنّ الحكم إذا تعلّق بعلة ذات وصفين يضاف الحكم إلى آخرهما واللُّحْمَةُ آخرهما، فعلى هذا يجوز لبس العتابي (٣) ونحوه، هذا أحد وجهي التعليل في المسألة (٤).

والثّاني أنّ اللُّحْمَة تكون على ظاهر الثوب يُرى ويُشاهد ويلاقي البشرة فكان تزينًا بالحرير فعلى قضية هذا الوجه الثّاني يكره لبس العتابي لكون سداه ظاهرًا، كذا في "الجامع الصّغير" (٥) لقاضي خان-رحمه الله- (٦).

فصار حاصل هذه المسألة على ثلاثة أوجه:


(١) قال في المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٤٣): ذكر الحاكم في "المنتقى": لا بأس بلُبس الخَزّ، والخَزُّ اسمٌ لدابة تكون في البحر يكون على جلدها خَزٌ، وإنَّه ليس من جُمْلة الحرير، والْمُحَرَّم على الرِّجال لُبْسُ الحرير لا لُبْسُ غيْرِه، انتهى. ويُنْظَر: القاموس الفقهي (ص ١١٦)، معجم لغة الفقهاء (ص ١٩٥)، لسان العرب (٥/ ٣٤٥).
(٢) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٨٤).
(٣) العَتَابِيّ: نوعٌ من الثياب منها الحرير والقطن مختلفات الألوان، وسُمِّيَت بذلك نِسْبَةً إلى أحد أحفاد أميّة واسمُهُ عتّاب، سُمِّيَت باسمِهِ محلة ببغداد هي العتّابية. يُنْظَر: رحلة ابن جبير (ص ١٨٠)، الروض المعطار في خبر الأقطار (ص ٤٠٨)، تكملة المعاجم العربية (٧/ ١٤٠).
(٤) يُنْظَر: بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٥/ ١٣١)، المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٣٩)، حاشية الشلبي على تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ١٥).
(٥) الجامع الصغير: للحسن بن منصور الأوزجندي، الشهير بقاضيخان المُتّوَفَّى سنة ٥٩٢ هـ، وهو شرحٌ لكتاب"الجامع الصغير" لمحمد بن الحسن الشيباني، ولا يزال هذا الكتاب مخطوطاً، ومِنْهُ نسخة بمكتبة عاطف بتركيا تحت رقم (٨٥٧)، وقد حُقِّقَ أجْزَاءٌ منه في بحوثٍ مُقدَّمةٍ لنيل درجة الدكتوراه من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وحتى الآن لم تُطْبَعْ. ويُنْظَر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (١/ ٥٦٣)، الأعلام للزركلي (٢/ ٢٢٤).
(٦) يُنْظَر: بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٥/ ١٣١)، حاشية الشلبي على تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٤/ ١٥)، البناية شرح الهداية (١٢/ ١٠٧).