للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفقيرٌ إذا أوجب على نفسه أضحيةً بدون تعيينها، فاشترى صحيحةً ثم تعيَّبَت]

(وعلى الفقير بشرائه بنيّة الأضحيّة فتعيّبت) (١)، أي: فتعيبّت هذه الشّاة المشتراة بنيّة الأضحية، ثم بِتَعَيُّبها لا يضمن الفقير لِمَا نقص من قيمتها؛ لأنّ نقصانها لم يكن من فعله فصار كنقصان النصاب في الزّكاة بعد حَوَلانِ الحَوْلِ، فإنّه لو انتقص النِّصَابُ بعدما وجبت فيه الزكاة يسقط من الزكاة بقدره ولا يضمن ربُّ المال؛ لأنّ نقصانه لم يكن من فعله، ثم الجامع بينهما أنّ محلّ الوجوب [فيهما] (٢) جميعًا المال لا الذِّمَّة، حتّى سقط الوجوب بهلاك ذلك المال المعيّن فيهما جميعًا؛ [فكذا في] (٣) النقصان ينتقص الواجب بقدره من غير ضمان (٤).

وذكر في "الإيضاح": ولو اشترى أضحية سمينة فَعَجَفَت عنده لم يجزه إن كان موسراً، وإن كان معسراً جاز؛ لأنّ الموسر يجب عليه الأضحية في ذمّته فلا يخرج عن العهدة إلا إذا كان الفعل على وصف الواجب، وأمّا الفقير فما وجب في ذمّته شيء، ولكن بإيجابه [تلك] (٥) العين، ولو هلكت العين لم يلزمه شيء، فكذا إذا انتقص (٦).

ولو [كان الفقير أوجب] (٧) على نفسه أضحية لم يجز هذه؛ لأنّها وجبت في ذمّته بإيجابه فصار كالغني (٨).

[اشترى شاة بنيَّة الأضحية ولم يُوجِب بلسانه]

وقوله: (وعلى الفقير بشرائه بنيّة الأضحية) (٩)، ذكر في "الذّخيرة": هذا فصل اختلفت فيه الروايات؛ فإشارة "الزّيادات" (١٠) على قول بعض المشائخ -رحمهم الله- أنّها تصير واجبة للأضحية موسرًا كان المشتري أو معسرًا (١١).


(١) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٧١).
(٢) في (أ): (فيها).
(٣) في (ب): (بِكَذا مِن).
(٤) يُنْظَر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ٦)، العناية شرح الهداية (٩/ ٥١٦)، الجوهرة النيرة على مختصر القُدُوْري (٢/ ١٨٨).
(٥) في (ب): (ذلك).
(٦) يُنْظَر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٤٦٧)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٥/ ٧٦)، شرح مختصر الطحاوي للجصاص (٧/ ٣٦٤).
(٧) في (ب): (أوجب الفقير).
(٨) يُنْظَر: بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٥/ ٧٦).
(٩) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٧١).
(١٠) الزِّيَادَات: كتابٌ لِمُحَمَّد بن الحسن الشَّيْبَانِيّ/، ولا يزال مخطوطاً، وقد جمع بعضه أبو يعقوب، يُوسُف بن علي بن مُحَمَّد الجرجاني، الحنفي في كتاب (خزانة الأكمل في الفروع) وهو مطبوع في أربع مجلدات، طبعته دار الكتب العلمية، وذكر أنه محيط بجل مصنفات الأصحاب بدأ بـ: "كافي الحاكم"، ثُمَّ "بالجامعين"، ثُمَّ "بالزيادات"، ثُمَّ "بمجرد ابن زياد" و "المنتقى" و "الكرخي" و "شَرْح الطَّحَاوِيِّ" و "عيون المسائل"، وغير ذلك. ويُنْظَر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (٢/ ٩٦٢)، الأعلام للزركلي (٦/ ٨٠).
(١١) يُنْظَر: خِزانة الأكمل للجُرْجاني (٣/ ٥١٢)، البناية شرح الهداية (١٢/ ٤٣).