للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[تعريف التمتع]

(ومعنى التمتع) إلى أن قال: (من غير أن يلم بأهله بينهما إلمامًا صحيحًا).

وهذا احتراز عن الإلمام الفاسد، فإن الإلمام الفاسد لا يمنع صحة التمتع عند أبي حنيفة، وأبي يوسف على ما يأتي.

(والإلمام لغةً النزول يقال: ألّم بأهله) أي: نزل.

(وهويزوربإلمامٍ) أي: بمنى، والإلمام الصحيح (١) عبارة عن النزول في وطنه من غير بقاء صفة الإحرام، وهذا إنما يكون في المتمتع/ إذا لم يسق الهدي، وأما إذا ساق الهدي فإلمامه لا يكون صحيحًا، وكذا (٢) لا يمنع صحة التمتع خلافًا لمحمد على ما يأتي. وذكر في «المحيط» (٣)، وتفسير الإلمام: الصحيح أن يرجع إلى أهله، ولا يكون العود إلى مكة مستحقًّا عليه، وعن هذا قلنا: إنه لا تمتع لأهل مكة، وأهل المواقيت، ومن دونها إلى مكة أما أهل مكة فلأن من شرط المتمتع أن لا يلم بأهله فيما بين عمرته، وحجته إلمامًا صحيحًا، وذلك لا يتصور في حق أهل مكة؛ لأنه كما فرغ من العمرة، فقد صار ملمًا بأهله إلمامًا صحيحًا، وأما المواقيت، ومن دونها (٤) فلأنهم ألحقوا بأهل مكة، ولهذا جاز لهم دخول مكة بغير إحرام فألحقوا بهم في حق هذا الحكم أيضًا (٥).

(ويحلق أو يقصر).

وهذا التخيير إنما كان له إذا لم يكن شعره ملبداً، أو معقوصاً، أو مضفراً، فأما إذا كان (٦) ملبداً، فإنه لا يتخير؛ لأن التقصير لا يتهيأ له إلا بالقبض (٧)؛ لأن المقراض لا يعمل فيتعين الحلق هكذا روي عن ابن عمر كذا في «مبسوط شيخ الإسلام» (٨)، وذُكر في «المحيط» (٩) ولا يدع الحلق في جميع ذلك ملبدًا، أو مضفرًا، أو عاقصًا، والتلبيد (١٠) أن يجمع شعر رأسه على هامته، ويشده بصمغ أو غير ذلك حتى يصير كاللبد، والعقص هو الإحكام، وهو أن يشتد شعره حول رأسه، وقد بيّنا أن الحلق أفضل، ولا يدع ما هو الأفضل بشيء من هذه الأسباب.


(١) انظر: التتارخاية (٢/ ٥٢٩)، البناية (٣/ ٦٣٠).
(٢) في (ب): وذلك.
(٣) انظر: المحيط البرهاني (٢/ ٤٦٩).
(٤) سقط من (ب) من قوله: إلى مكةإلى قوله: ومن دونها.
(٥) أثبته من (ب) وفي (أ) صحيحًا، ولعل الصواب ماأثبته لموافقته سياق الكلام.
(٦) أثبته من (ب) وفي (أ) يخاف، ولعل الصواب ماأثبته لموافقته سياق الكلام.
(٧) في (ب): بالنقض.
(٨) انظر: المبسوط للشيباني (٢/ ٣٨٣)، العناية شرح الهداية (٣/ ٤)، البحر الرائق شرح كنز الدقائق (٢/ ٣٩٠).
(٩) انظر: المحيط البرهاني (١/ ٤٧٣)، في: (ب) وذكر في المحيط.
(١٠) التلبيد: من لبّد الحاج رأسه، إذا ألصق شعره بلزوق من صمغ ونحوه، صيانة له عن القمل والتشعث.
انظر: المصباح المنير (٥٤٨)، طلبة الطلبة (٣١)، المغرب (٢/ ٢٤٠).