للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سبب الحج وشرطه]

وأما سببه: فالبيت؛ قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} (١) فالأحكام تضاف إلى أسبابها وهو الأصل لما عُرف، ولهذا لا يجب في العُمرِ إلا مرةً واحدةً (٢)؛ لأن سببه -وهو البيت - غير متكرر.

[شروط الحج]

وأما شرطه فنوعان:

شرائط الأداء، وشرائط الوجوب، فشرائط أدائه ثلاثة: الإحرام، والمكان وهو: البقعة المعظمة، والزمان وهو: أشهر الحجّ، فلا يجوز شيء من أفعالها نحو: الطواف والسعي قبل أشهر الحجّ، ويفوت الحجّ بانقضاء الأشهر.

وشرائط وجوبه خمس: الاستطاعةُ، والحريةُ (٣)، والعقلُ (٤)، والبلوغُ (٥)، والوقتُ حتى لا يجب قبل أشهر الحجّ.

أركان الحجّ

وأما ركنه: فشيئان: الوقوفُ بعرفة (٦)، وطوافُ الزيارة،


(١) سورة آل عمران من الآية (٩٧).
(٢) نقل بعض الأئمة الإجماع على أن الحجّ لا يجب في العمر إلا مرة واحدة.
انظر: الإجماع لابن المنذر (ص/ ٥٤)، المغني (٥/ ٦)، شرح مسلم للنووي (٨/ ٧٢)، فتح الباري (٣/ ٣٧٨)، المجموع (٧/ ٩)، مواهب الجليل (٢/ ٤٦٥)، معالم السنن (٢/ ٢٧٥)، الاختيار (١/ ١٨١).
(٣) الحرية: الخصلة المنسوبة إلى الحرَ، وهو خلاف العبد ويتعار الكريم.
انظر: المغرب (١١٠).
(٤) العقل: جوهر لطيف يفصل به بين حقائق المعلومات، أو هو نور يضئ به طريق إصابة الحق والمصالح الدينية والدنيوية فيدرك القلب به كما تدرك العين بالنور الحسي المبصرات.
انظر: كشف الأسرار (٤/ ٢٧٤).
(٥) البلوغ: من الفعل بلغ، وبلغ المكان وصل إليه، وكذا إذا شارف عليه ومنه قوله تعالى " فإذا بلغن أجلهن " أي قاربنه، وبلغ الغلام أدرك وبابها دخل، والإبلاغ والتبليغ الإيصال والاسم منه البلاغ، والبلاغ أيضا الكفاية، وشيء بالغ أي جيد، والبلاغة الفصاحة.
انظر: مختار الصحاح/ مادة بلغ، (ص/ ٦٥)، والمقصود بها شرعيًا بلوغ الرجل أو الشاب سن الحلم، القدرة على نكاح النساء.
(٦) في تسمية عرفة بهذا الاسم أقوال عدة منها:
أن جبريل عليه السلام عرف إبراهيم عليه الصلاة والسلام المناسك بها.
وقيل: لأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام عرف أن الحكم من الله فيه.
وقيل: لأن آدم عليه السلام وحوّاء تعارفا بها، وذلك بعد نزولهما من الجنة.
وقيل: لأن الناس يعترفون فيها بذنوبهم، ويسألون غفرانها فتغفر.
وقيل: لأن الناس يتعارفون فيها.
وقيل: هو يوم اصطناع المعروف إلى أهل الحج. وقيل: غير ذلك،
انظر: طلبة الطلبة (ص/ ٦١)؛ تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٢/ ٥٦)؛ شفاء الغرام (١/ ٣٠٦)؛ البحر العميق (٣/ ١٥٠٠)؛ هداية السالك (٣/ ١٠٠٦)؛ البحر الرائق (٢/ ٣٦١).