للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كِتَابُ الزَّكَاة

فَصلٌ في الفضة

لماّ قَدَّمَ ذِكْرَ زكاةِ السَّوَائِمِ (١)، كما قلنا (٢): شَرع في بيان غيرها من أموال الزكاة، فكان ذِكْرُ المالِ، وإرادةُ غير السَّوَائِمِ على خلافِ عُرْفِ أهل البادية، فإنَّ اسمَ المالِ عندهم إنما يقع على النَّعم (٣)، وعن مُحمد (٤) -رحمه الله- (٥) المالُ كلُّ ما يتملَكُهُ الناسُ من دراهمَ أو دنانيرَ أو حِنطة (٦)، أو شَعْيرٍ، أو حيوانٍ، أو ثيابٍ، أو غير ذلك (٧)، كذا في "المُغْرِب" (٨) (٩).


(١) السَّوَائِم جمع سائمة، ولها معنيان لغوي وفقهي: قال في "المُغْرِب" سامت الماشية رعت سوما وأسامها صاحبها أسامة والسائمة عن الأصمعي كل إبل ترسل ترعي ولا تعلف في الأهل. والسائمة عند الفقهاء المال الراعي وهي التي تكتفي بالرعي في أكثر السنة؛ لأن اسم السائمة لا يزول بالعلف اليسير، ولأنه لا يمكن الاحتراز عنه وقُيِّد بالأكثر لإفادة أنه لو علفها نصف الحول فإنها لا تكون سائمة فلا زكاة فيها لوقوع الشك في السبب لأن المال إنما صار سبباً بوصف الأسامة فلا يجب الحكم مع الشك. يُنْظَر: المُغْرِب (٢/ ٢٧٩)، (الْبَحْرِ الرَّائِق: ٢/ ٢٢٩).
(٢) هكذا في (ب) وفي (أ) (لما قلنا).
(٣) يُنْظَر: الْعِنَايَة شرحُ الهِدَايَة: (٢/ ٢٠٨).
(٤) هو: مُحَمَّد بن الحسن بن فرقد، من موالي بني شيبان، أبو عبدالله، إمام بالفقه والأصول، وهو الذي نشر علم أبي حنيفة، أصله من قرية حرستة، في غوطة دمشق، وولد بواسط، ونشأ بالكوفة، فسمع من أبي حَنِيفَةَ وغَلَبَ عليهِ مذهبه وعُرف به، وانتقل إلى بغداد، فولاه الرشيد القضاء بالرقة ثُمَّ عزله، ولما خرج الرشيد إلى خراسان صحبه، فمات في الري، قال الشَّافِعِي: (لو أشاء أن أقول نزل القرآن بلغة مُحَمَّد بن الحسن، لقلت، لفصاحته) ونعته الخطيب البغدادي بإمام أهل الرأي، له كتبٌ كثيرة في الفقه والاصول، منها (المَبْسُوط) في فروع الفقه، و (الزيادات) و (الجامع الكبير)، و (الجامع الصغير)، و (الآثار)، و (السير) توفي بالري سنة (١٨٩ هـ).
يُنْظَر: تاج التراجم (١/ ١٨)، تاريخ بغداد (٢/ ١٧٢)، طبقات الحنفية (٢/ ٤٢).
(٥) هكذا في (ب) و في (أ) (رح) وهي اختصار: -رحمه الله-.
(٦) الحنطة: القمح، جمع: حنط. المعجم الوسيط (١/ ٢٠٢).
(٧) يُنْظَر: الْعِنَايَة شرحُ الهِدَايَة (٢/ ٢٠٨).
(٨) كتاب المُغْرِب في ترتيب المعرب لإبي الفتح ناصر الدين بن عبد السيد بن علي بن المطرز حقق الْكِتَاب محمود فاخوري وعبدالحميد مختار وطبعته مكتبة أسامة بن زيد في سوريا يقول في مقدمة الْكِتَاب ترجمتُه بكتاب " المُغْرِب في ترتيب المُعْرب" لغرابة تصنيفه ورصانة ترصيفه وإلى الله سبحانه وتعالى أبتهل في أن ينفعني به وأئمةَ الإسلام ويجمعني وإياهم ببركات جمعه في دار السلام.
(٩) يُنْظَر: (٢/ ٢٧٨).