للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٤٣٦/ ب]

باب اليمين في العتق والطّلاق

قدّم هذا الباب على غيره؛ لأنّ الطّلاق والعتاق أكثر ما يُحلف بهما فكان معرفة أحكام ما هو أكثر وقوعًا أهم من غيره.

ويعتبر ولدًا في الشّرع (١) إلى آخره، ويبعث يوم القيامة ويُرجَى شفاعته قال النّبي -عليه السلام-: «إنَّ السَّقطَ (٢) لَيَقُومُ مُحْبَنْطِيًا على باب الجَنَّةِ فَيَقُول لا أدخُلُ حتَّى يَدخُلَ أَبَوَايَ» (٣).


(١) المؤلف رحمه الله بدأ في هذا الباب بقوله: "ويعتبر ولدا في الشرع" لا يستقيم المعنى بدون ذكر ما قبله من عبارة وهي: (ومن قال لِامرَأَتِه إذا ولَدْت وَلَدًا فأَنتِ طَالِقٌ فَوَلَدَتْ وَلَدًا مَيِّتًا طَلُقَت، وكذلك إذا قال لأمته إذا وَلَدت وَلَدًا فأنتِ حُرَّةٌ، لأنَّ المَوجُودَ مولودٌ فيكون ولدًا حَقِيقَةً ويُسمَّى به في العُرفِ، ويُعتَبَرُ ولَدًا في الشَّرع حتى تَنقَضِي به العِدَّةُ، والدَّمُ بعدَهُ نِفَاسٌ وَأُمُّهُ أُمُّ ولد له فتحقَّق الشَّرطُ وهو وِلَادَةُ الوَلَدِ). انظر: الهداية (٢/ ٣٣١).
(٢) السَّقطُ: الولدُ الذي يسقُطُ من بطن أمه قبل تمامِهِ. انظر: لسان العرب (٧/ ٣٥٦ - ٣٥٧)، (سقط).
(٣) الحديث في مسند أبي حنيفة رواية الحصكفي، رقم: (١٠٦)
عن عبد الملك، عن رجلٍ من أهل الشَّام، عن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّكَ لَتَرَى السِّقْطَ مُحْبَنْطَئًا، يُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: لَا، حَتَّى يَدْخُلَ أَبَوَايَ " وفي مصنف عبد الرزاق: عن هشام بن حسَّان، عن محمد بن سيرين قال: قال رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: " دَعُوا الْحَسْنَاءَ الْعَاقِرَ، وَتَزَوَّجُوا السَّوْدَاءَ الْوَلُودَ، فَإِنِّي أُكَاثِرُ بِكُمُ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى السِّقْطِ يَظَلُّ مُحْبَنْطِيًا، أَيْ مُتَغَضِّبًا، فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: حَتَّى يَدْخُلَ أَبَوَايَ، فَيُقَالُ: ادْخُلْ أَنْتَ وَأَبَوَاكَ ". (٦/ ١٥٩)، كتاب النكاح، باب نكاح الأبكار والمرأة العقيم، رقم (١٠٣٤٣) قال عنه الالباني: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ ولكنه مرسل، وقد روي موصولاً من حديث ابن مسعود، وفي إسناده متهم بالوضع، وفي سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (١٢/ ٨١٦)، رقم (٥٨٩٣)، «دعوا الحسناء العاقر، وتزجوا السوداء الولود؛ فإني أكاثر بكم الأمم يوم القيامة، حتى السقط يظل محبنطئاً؛ أي: متغضباً، فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: حتى يدخل أبواي. فيقال: ادخل أنت وأبواك». قال عنه (ضعيف).
وقوله (محبنطئا) يروى بغير همز وبهمز فعلى الأول معناه المتغضب المستبطئ للشيء وعلى الثاني معناه العظيم البطن المنتفخ يعني يغضب وينتفخ بطنه من الغضب.