للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويحتمل أن يكون [مراده] (١) مِنَ الذي طول الكلام فيها: ما لو كان الرَّهن عبدًا فأبق (٢) فضمن المستحق المرتهن قيمته ورجع المُرْتَهِن على الرَّاهن بتلك القيمة وبالدين، ثم ظهر العبد بعد ذلك فهو للرَّاهن؛ لأنَّ الضَّمان استقر عليه. قال: ولا يكون رهناً؛ لأنَّه قد استحق وبطل الرهن (٣) (٤).

وهذا إشارة إلى ما قلنا: أن الملك للرَّاهن إنَّما يقع فيه من وقت التَّسليم بحكم الرَّهنِ، وعقد الرَّهن كان سابقاً على ذلك؛ فلهذا بطل [الرهن] (٥) بالاستحقاق. كذا في المَبْسُوط (٦) والله أعلم.

• • • •

بَابُ التَّصَرُّفِ فِي الرَّهنِ وَالجِنَايَة (٧) عَلَيْهِ وَجِنَايَتِهِ عَلَى غَيْرِهِ (٨)

لما كان التَّصَرُّفُ في الرّهن إنما يكون بعد كونه رهنًا، وكذلك الجناية على الرهن وجناية الرَّهن أورده عقيب (٩) مسائل الرَّهن، أو (١٠) كل ترتيب أوجب طبعًا يوجب وضعًا (١١).


(١) مثبتة في هامش (أ)، وهي سقط في (ب).
(٢) الآبِقُ لُغَةً: مشتق من الإِبِاقِ؛ وهو الهروب من غير تعب ولا رَهَب، ومنه ذهاب العبد من غير خوف ولا كد وعمل.
يُنْظَر: تهذيب اللغة (٩/ ٢٦٥)، الصحاح؛ للجوهري (٤/ ١٣١)، تاج العروس (٢٥/ ٥).
واصطلاحاً: المملوك الذي فرَّ من مالكه قصداً.
يُنْظَر: تحفة الفقهاء (٣/ ٣٥١)، التعريفات؛ للجرجاني (٢٠)، دستور العلماء (١/ ١٦).
(٣) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٥/ ٤٧)، البناية شرح الهداية (١٣/ ١٥).
(٤) وقيلَ مُرادُهُ مَسأَلَةَ المُضَارَبَةِ وَالفَرْقُ بَينَهَا وَبَينَ مَسأَلَةِ الرَّهنِ. يُنْظَر: المراجع السابقة.
(٥) زيادة في (ب).
(٦) يُنْظَر: المَبْسُوط؛ للسرخسي (٢١/ ٧٤).
(٧) الجناية: ما تجنيه من شر، أي: تحدثه. تسمية بالمصدر من جنى عليه شرا، وهو عام، إلا أنه خص بما يحرم من الفعل. وأصله: من جني الثمر، وهو أخذه من الشجر.
يُنْظَر: المغرب في ترتيب المعرب (١/ ١٦٦)، التعريفات؛ للجرجاني (١٠٧)، أنيس الفقهاء (١٤٣).
(٨) وفي (ب) (غير).
(٩) يقال للشيء إذا تأخر عن غيره، وأتى بعده: عَقِيبُهُ، وكل شيء يعقب شيئاً؛ فهو عَقِيبُهُ.
يُنْظَر: العين (١/ ١٧٩)، الصحاح؛ للجوهري (١/ ٢٠٣)، مقاييس اللغة (٤/ ٧٧).
(١٠) وفي (ب) (إذ)، وهي الصواب لموافقتها سياق الكلام.
(١١) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٥/ ٥٠)، البناية شرح الهداية (١٣/ ١٦)، نتائج الأفكار (١٠/ ١٩٧).