للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصَّلَاةُ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ]

قَوْلُهُ -رحمه الله-: (جَازَ) (١) (لِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- أَنَّهُ صَلَّى بِعَلْقَمَةَ (٢)، وَالْأَسْوَدِ (٣) بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ (٤)، وَقَالَ: يَكْفِينَا أَذَانُ الْحَيِّ وَإِقَامَتِهِمْ (٥)؛ وَلِأَنَّ مُؤَذِّنَ، الْحَيِّ نَائِبٌ عَنْ أَهْلِ الْمَحَلَّةِ فِي الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ لِأَنَّهُمْ (٦) هُمُ الَّذِينَ نَصَّبُوهُ؛ لِلْأَذَانِ، وَالْإِقَامَةِ، فَكَانَ أَذَانُهُ، وَإِقَامَتُهُ كَأَذَانِ الْكُلِّ وَإِقَامَتِهِمْ، وَعَنْ هَذَا؛ وَقَعَ الْفَرْقُ بَيْنَ هَذَا، وَبَيْنَ الْمُسَافِرِ إِذَا صَلَّى، وَحْدَهُ، وَتَرَكَ الْإِقَامَةَ؛ فَإِنَّهُ يُكْرَهُ لَهُ ذَلِكَ لَمَّا (٧) أَنَّ الْمُقِيمَ، إِنْ (٨) صَلَّى بِغَيْرِ أَذَانٍ، وَإِقَامَةٍ مِنْ حَيْثُ الْحَقِيقَةِ؛ صَلَّى بِأَذَانٍ، وَإِقَامَةٍ مِنْ حَيْثُ الاعْتِبَارِ، وَالْحُكْمِ؛ لِأَنَّ أَذَانَ الْحَيِّ؛ أَذَانٌ لَهُ، حَيْثُ يَجِبُ الْحُضُورُ بِأَذَانِهِ فَلَا يُكْرَهُ تَرْكُ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ.


(١) قال في متن البداية: (وإن تركهما جاز) "الهداية في شرح بداية المبتدي للمرغيناني" (١/ ٤٥).
(٢) علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع من مذحج. ويكنى أبا شبل. وهو عم الأسود بن يزيد بن قيس. روى عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي وعبد الله بن مسعود وحذيفة وسلمان وأبي مسعود وأبي الدرداء. كان من أشبههم بعبد الله بن مسعود هديا ودلا وكان قد غزا خراسان وأقام بخوارزم سنتين ودخل مرو فأقام بها مدة يصلى ركعتين ومات سنة ٦٢ هـ. انظر: " الطبقات الكبرى لابن سعد " (٦/ ١٤٦)، "مشاهير علماء الأمصار لابن حبان" (ص: ١٦١)، "تاريخ بغداد للخطيب البغدادي " (١٤/ ٢٤٠).
(٣) الأسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع من مذحج. ويكنى أبا عمرو وهو ابن أخي علقمة بن قيس. وكان الأسود بن يزيد أكبر من علقمة. وروى الأسود عن أبي بكر الصديق وعن عمر وعلي وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل سمع منه باليمن قبل أن يهاجر حين بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذاً إلى اليمن. كان صوامًا قوامًا فقيهًا زاهدًا مات سنة ٧٥ هـ.
انظر " الطبقات الكبرى لإبن سعد " (٦/ ١٣٤)، "مشاهير علماء الأمصار لابن حبان" (ص: ١٦١)، "أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير " (١/ ١٠٧).
(٤) أخرجه أحمد في"مسنده" (٧/ ٣٠٤: ٣٠٥)، حديث (٤٢٧٢)، وأخرجه النسائي في"سننه الصغرى" (٢/ ٣٨٠)، كتاب الصلاة، باب تشبيك الأصابع في المسجد، حديث (٧١٨). وقال الأرناؤوط عن رواية أحمد: (إسناده صحيح علي شرط الشيخين).
(٥) في (ب) تكرار وخلط في مقولة ابن مسعود -رضي الله عنه-.
(٦) في (ب): (كأنهم).
(٧) في (ب): (كما).
(٨) (إن): ساقطة من (ب).