للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرهن بالدَّيْن الموعود]

(فَيُعْطَى لَهُ حُكْمُهُ) (١)، أَيْ: حُكْمُ الدَّيْنِ، (كَالْمَقْبُوْضِ عَلَى سَوْمِ الشِّرَاءِ) (٢)، حَيْثُ أُعْطِىَ لَهُ حُكْمُ الشِّرَاءِ حَتَّى [وَجَبَتْ] (٣) قِيْمَةُ الْمَقْبُوْضِ، وَفِيْ الرَّهْنِ بِالدَّيْنِ الْمَوْعُوْدِ يَجِبُ عَلَى الْمُرْتَهِنِ مَا سَمَّى مِنْ الدَّيْنِ لَوْ هَلَكَ الرَّهْنُ (٤).

فَإِنْ قُلْتَ: مَا الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا حَيْثُ [وَجَبَتْ] (٥) فِيْ الْمَقْبُوْضِ عَلَى سَوْمِ الشِّرَاءِ قِيْمَةُ الْمَقْبُوْضِ بَالِغَة مَا بَلَغَتْ، وَفِيْ الْمَقْبُوْضِ عَلَى {سَوْمِ} (٦) الرَّهْنِ مَا سَمَّيَا لَا الْقِيْمَةَ؟

قُلْتُ: الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا: هُوَ أَنَّ ضَمَانَ الرَّهْنِ ضَمَانُ اسْتِيْفَاءِ الدَّيْنِ، وَلَيْسَ بِضَمَانٍ مُبْتَدَإٍ [فَيَتَقَرَّرُ] (٧) بِالدَّيْنِ ضَرُوْرَةً، وَضَمَانُ الْبَيْعِ ضَمَانٌ مُبْتَدَأٌ يَجِبُ بِالْعَقْدِ، إِذْ لَيْسَ لِلْبَائِعِ عَلَى الْمُشْتَرِيْ شَيْءٌ قَبْلَ الْبَيْعِ فَيُجْعَلُ مَضْمُونًا بِالْقِيمَةِ عِنْدَ تَعَذُّرِ إِيْجَابِ الْمُسَمَّى كَضَمَانِ [الْغَصْبِ] (٨) (٩).

وَالْمَقْبُوْضُ مِنْ الرَّهْنِ عَلَى وَجْهِ قَرْضٍ فَاسِدٍ يَكُوْنُ مَضْمُوْنًا أَيْضًا، وَصُوْرَتُهُ: أَنَّ الْعَبْدَ التَّاجِرَ إِذَا أَخَذَ رَهْنًا بِشَيْءٍ لِيُقْرِضَهُ فَهَلَكَ {الرَّهْنُ} (١٠) عِنْدَهُ، فَالْعَبْدُ ضَامِنٌ [لِقِيْمَةِ] (١١) الرَّهْنِ، وَإِنْ كَانَ قَرْضُهُ فَاسِدًا؛ لِأَنَّ الْعَبْدَ لَا يَمْلِكُ الْإِقْرَاضَ، كَذَا ذَكَرَهُ الْإِمَامُ الْمَحْبُوْبِيُّ/ (١٢).


(١) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٦٧).
(٢) يُنْظَر: المرجع السابق.
(٣) في (أ): (وجب).
(٤) يُنْظَر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ٧١)، العناية شرح الهداية (١٠/ ١٥٧)، مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر (٢/ ٥٩٤).
(٥) في (أ): (وجب).
(٦) سقطت من (ب).
(٧) في (أ): (فيتقدَّر).
(٨) في (أ): (الغضب).
(٩) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٠/ ١٥٧)، البناية شرح الهداية (١٢/ ٥٠٢).
(١٠) سقطت من (أ).
(١١) في (أ): (بقيمة).
(١٢) يُنْظَر: غمز عيون البصائر في شرح الأشباه والنظائر (٢/ ٢٣٧)، الأصل للشيباني (٣/ ٢٠٨)، المبسوط للسرخسي (٢١/ ١٤٧).