للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(قُلْنَا: لَمَّا مَدَّهُ إِلَى الْإِعْطَاءِ عُلِمَ أَنَّ مُرَادَهُ الرَّهْنُ) (١)؛ لِأَنَّ حُكْمَ الرَّهْنِ هُوَ الْحَبْسُ الدَّائِمُ إِلَى وَقْتِ الْفِكَاكِ، فَإِذَا صَرَّحَ بِهَذَا عُلِمَ أَنَّ مُرَادَهُ الرَّهْنُ، وَذَلِكَ؛ لِأَنَّ التَّصْرِيْحَ بِمُوْجَبِ الْعَقْدِ {كَالتَّصْرِيْحِ} (٢) بِلَفْظِهِ (٣)، فَكَأَنَّهُ قَالَ: [رَهَنْتُكَهُ] (٤) بِالثَّمَنِ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَوْ قَالَ: مَلَّكْتُكَ هَذَا الثَّوْبَ بِعَشَرَةٍ، كَانَ هَذَا وَقَوْلُهُ: بِعْتُكَ بِالْعَشَرَةِ سَوَاءٌ، كَذَا فِيْ "الْجَامِعِ الصَّغِيْرِ" لِفَخْرِ الْإِسْلَامِ وَالْمَحَبُوْبِيِّ -رَحِمَهُمَا اللهُ- (٥)، وَاللهُ أَعْلَمُ.

فَصْلٌ

[مناسبة هذا الفصل لِما قبله]

لَمَّا ذَكَرَ حُكْمَ الرَّهْنِ الْوَاحِدِ ذَكَرَ فِيْ هَذَا الْفَصْلِ حُكْمَ الْاثْنَيْنِ مِنْهُ (٦).

(وَصَارَ كَالْمَبِيْعِ فِيْ يَدِ الْبَائِعِ) (٧)، يَعْنِيْ: إِذَا أَدَّى حِصَّةَ أَحَدِهِمَا مِنْ الثَّمَنِ فِيْ الْبَيْعِ لَا يَتَمَكَّنُ مِنْ أَخْذِهِ حَتَّى يُؤَدِّيْ بَاقِيَ الثَّمَنِ، فَكَذَلِكَ هَاهُنَا (٨).


(١) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٧٤).
(٢) سقطت من (أ).
(٣) التَّصْرِيحُ بِمُوجِبِ الْعَقْدِ كالتَّصْرِيْحِ بِلَفْظِهِ: قاعدةٌ فقهيةٌ، معناها: مُوْجَب العقد: هو دلالته وما يترتب عليه من أحكام، فإذا صرَّح أحد المتعاقدين بموجَبِ العَقْد ونتيجَتِه كان ذلك كالتصريح بلفظ العَقْد، ومثال ذلك: إذا قال شخصٌ لآخر: خذ هذا المبلغ على أن تُسْكِنني دارك هذه، كان هذا عَقْد إِجارَة، كأنَّه قال: أجِّرني دارك هذه بهذا الْمَبْلَغ. يُنْظَر: قواعد الفقه للبركتي (ص ٧٠)، موسوعة القواعد الفقهية للبورنو (٢/ ٣٣١).
(٤) في (ب): (رَهَنْتُكَ).
(٥) يُنْظَر: الكفاية شرح الهداية (٤/ ١١٩١ - ١١٩٢)، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ٧٨)، العناية شرح الهداية (١٠/ ١٦٨).
(٦) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٠/ ١٦٨)، البناية شرح الهداية (١٢/ ٥٢٨)، تكملة فتح القدير (١٠/ ١٦٨).
(٧) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٧٤).
(٨) يُنْظَر: الاختيار لتعليل المختار (٢/ ٦٨)، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ٧٨)، مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر (٢/ ٥٩٨).