للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[تعريف الولاء وأنواعه]]

وقوله: «الولاء لحمة كحلمة النسب» (١) فيحتاج هاهنا إلى بيان الولاء لغة، وشرعا، وسببه، وحكمه، وأوصافه.

أما اللغة: فإن الولاء مشتق من الولي، وهو القرب، وحصول الثاني بعد الأول من غير فصل، وسمي ولاء العتاقة والموالاة [به] (٢)؛ لأن حكمهما وهو الإرث يقرب ويحصل عند وجود شرطه من غير فصل.

وقيل: الولاء والولاية بالفتح النصرة والمحبة، إلا أنه اختص في الشرع بولاء العتق وولاء الموالاة (٣).

وأما شرعا: فالولاء عبارة عن التناصر سواء كان ذلك ولاء عتاقة، أو ولاء موالاة ومن آثار التناصر (٤) العقل، والإرث (٥)، وعن هذا قال في المبسوط (٦): المطلوب


(١) عن ابن عمر، رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الولاء لحمة كلحمة النسب لا تباع ولا توهب» أخرجه: الحاكم في المستدرك (٤/ ٣٧٩) كتاب الفرائض حديث رقم ٧٩٩٠، وابن حبان في صحيحه (١١/ ٣٢٦) كتاب البيع باب البيع المنهي عنه ذكر العلة من أجلها نهي عن بيع الولاء وعن هبته حديث رقم ٤٩٥٠، والدارمي في سننه (٢/ ٣٣٣) كتاب البيع باب بيع الولاء حديث رقم ٢٥٧٢، والبيهقي في السنن الصغرى ٤/ ٢١٠ كتاب العتق باب الولاء حديث رقم ٣٤٣٤، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (٧/ ٥٠٨) كتاب العتق الولاء حديث رقم ٦٠٥٣.
درجة الحديث: وأعله بيحيى بن أبي أنيسة وأسند تضعيفه عن البخاري والنسائي وأحمد وابن المديني وابن معين قال وأخوه زيد بن أبي أنيسة ثقة وقال في أخيه يحيى هكذا إنه كذاب ووافقهم بن عدي على ذلك وقال هذا الحديث ليس بمحفوظ انتهى.
انظر: نصب الراية (٤/ ١٥٢).
وقال عنه الحاكم: هذا الحديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
انظر: المستدرك على الصحيحين (٤/ ٣٧٩).
(٢) ساقطة من (ب).
(٣) انظر: طلبة الطلبة للنسفي (١/ ٦٥)، المغرب في ترتيب المعرب للخوارزمي (١/ ٤٩٦).
(٤) التناصر: تناصر القوم: أيد بعضهم بعضا، وتعاونوا على النصر "تناصر الحلفاء على العدو - {ما لكم لا تناصرون} " سورة الصافات الآية ٢٥.
انظر: مختار الصحاح (١/ ٣١١).
(٥) انظر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشلبي (٥/ ١٧٥)، البناية شرح الهداية (١١/ ٤)
(٦) انظر: المبسوط للسرخسي (٨/ ٨١).