للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي شرح القدوري قال الكرخي: أَرض العَرب كلُّها عُشرية، وهي أَرض الحِجاز وتُهامة واليمن ومكَّة والطائف (١) والبرية: يعني البادية، وقد ظَهر أنَّ من روى إلى أقصى حجْر باليمن، بسكون الجيم، وفسره بالجانب، فقد حرَّف لوقوع صخر موقعه.

[[أرض الخراج]]

" (والسواد) أي: أراضي سواد العراق" (٢)، وبه صرَّح الإمام التمرتاشي. يقال: سواد الكوفة والبصرة أي: قُراهما. "وَسُمِّيَ (سَوَادَ الْعِرَاقِ) لِخُضْرَةِ أَشْجَارِهِ وَزُرُوعِهِ" (٣).

" (العذيب): ماء لتميم" (٤).

(وحلوان) اسم بلد.

" (وَالثَّعْلَبِيَّةُ) مِنْ مَنَازِلِ الْبَادِيَةِ وَوَضْعُهَا مَوْضِعَ الْعَلْثِ فِي حُدُود السَّوَاد خَطَأٌ" (٥).

" (الْعَلْثُ) -بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُون اللَّام-: قَرْيَةٌ مَوْقُوفَةٌ عَلَى الْعَلَوِيَّة وَهِيَ أَوَّلُ الْعِرَاقِ شَرْقِيَّ دِجْلَةَ" (٦).

" (عَبَّادَانُ) حِصْنٌ صَغِيرٌ عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ" (٧)؛ كذا في الصحاح والمغرب.

وقوله: (ما بين العذيب إلى عقبة حلوان) هذا عرضه، وقوله: (ومن الثعلبية إلى عبادان) (٨) هذا طوله؛ إلى هذا أشار الإمام التمرتاشي.

والخراج أليَق به، لأنَّ في الخراج معنى العقوبة، ولأنَّ فيه تغليظًا حتَّى أنَّه يجب وإنْ لم يزرع، والكافر أليَق بالعقوبة، ومكَّة مخصوصة من هذا.

"وكان ينبغي في القياس أن تكون أرض مكَّة أرض خراج؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتحها عنوة وقهرًا (٩)، ولكنَّه لم يوظِّف عليها الخراج، فكما لا رقَّ على العَرب لا خَراج على أرضهم" (١٠)؛ كذا في "زكاة" المبسوط.

(وفي الجامع الصَّغير (١١) … ) إلى قوله: (فهي أرض خراج) (١٢) أي: سواءً قُسّم بين الغانمين أو أُقِرَّ أهلها.


(١) ينظر مختصر القدوري (ص ٣٦٦)، الجوهرة النيرة على مختصر القدوري (٢/ ٢٧٠)، البناية شرح الهداية (٧/ ٢٢٠).
(٢) العناية شرح الهداية (٦/ ٣١).
(٣) المغرب في ترتيب المعرب (ص: ٢٣٨).
(٤) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (١/ ١٧٨).
(٥) المغرب في ترتيب المعرب (ص: ٦٧).
(٦) المغرب في ترتيب المعرب (ص: ٣٢٥).
(٧) المغرب في ترتيب المعرب (ص: ٣٠٢).
(٨) ينظر المبسوط للسرخسي (٣/ ٨).
(٩) سبق تخريجه.
(١٠) المبسوط للسرخسي (٣/ ٧).
(١١) الجامع الصغير وشرحه النافع الكبير (ص: ٣١١).
(١٢) نصّ الهداية: "وفي الجامع الصغير كل أرض فتحت عنوة فوصل إليها ماء الأنهار فهي أرض خراج". الهداية في شرح بداية المبتدي (٢/ ٣٩٩).