للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَلِأَنَّ (١) الْمَاءَ يُزِيلُ الْعَيْنَ وَالْأَثَرَ جَمِيعًا، وَالْحَجَرَ؛ إِنْ كَانَ يُزِيلُ الْعَيْنَ، لَا (٢) يُزِيلُ الْأَثَرَ، وَاسْتِعْمَالُ مَا هُوَ مُزِيلٌ لِلْعَيْنِ، وَالْأَثَرِ جَمِيعًا أَوْلَى مِنَ اسْتِعْمَالِ مَا هُوَ مُزِيلٌ لِلْعَيْنِ دُونَ الْأَثَرِ.

[طَهَارَةُ مِنْ بِهِ وَسْوَسَةٌ]

قَوْلُهُ -رحمه الله-: (إِلَّا إِذَا كَانَ مُوَسْوِسًا) (٣).

بِالْكَسْرِ وَلَا يُقَالُ بِالْفَتْحِ، وَلَكْن مُوَسْوَسٌ لَهُ أَوْ إِلَيْهِ، أَيْ: يُلْقَى (٤) إِلَيْهِ الْوَسْوَسَةُ، وَقَالَ: [أَبُو اللَّيْثِ]-رحمه الله- (٥) (٦) الْوَسْوَسَةُ حَدِيثُ النَّفْسِ، وَإِنَّمَا قِيلَ (٧): مُوَسْوِسٌ؛ لِأَنَّهُ (٨) يُحَدِّثُ بِمَا (٩) فِي ضَمِيرِهِ. كَذَا فِي "المغرب" (١٠).

فَيُقَدَّرُ بِالثُّلُثِ (١١) / فِي حَقِّهِ، كَمَا فِي نَجَاسَةِ غَيْرِ مَرْئِيَّةٍ؛ لِأَنَّ الْبَوْلَ غَيْرُ مَرْئِيٍّ، وَالْغَائِطُ وَإِنْ كَانَ مَرْئِيًّا، فَالْمُسْتَنْجِي لَا يَرَاهُ، فَكَانَتْ بِمَنْزِلَةِ نَجَاسَةٍ غَيْرِ مَرْئِيَّةٍ.

وَمِنْهُمْ مَنْ قَدَّرَ بِسَبْعِ مَرَّاتٍ، اعْتِبَارًا بِالْحَدِيثِ الَّذِي وَرَدَ فِي وُلُوغِ الْكَلْبِ كَذَا فِي "مَبْسُوطِ شَيْخِ الْإِسْلَامِ " (١٢)


(١) في (ب): (ولكن).
(٢) في (ب): (ولا).
(٣) يقول صاحب الهداية: (ولا يقدر بالمرات إلا إذا كان موسوساً فيقدر بالثلاث في حقِّه، وقيل بالسبع). ينظر: "الهداية في شرح بداية المبتدي للمرغيناني" (١/ ٣٩).
(٤) وفي المغرب (تُلقى إليه). ينظر: " المغرب في ترتيب المعرب" للمطرزي (٢/ ٣٥٣).
(٥) كذا في (ب) وفي (ب): (اللًّيث) وهو الصحيح. ينظر: " المغرب في ترتيب المعرب" للمطرزي (٢/ ٣٥٣).
(٦) أبو الليث: هو نصر بن محمد بن إبراهيم الإمام الفقيه، أبو الليث السمرقندي الحنفي، من أئمة الحنفية، ومن الزهاد المتصوفين، صاحب كتاب " الفتاوى "، وفي كتابه " تنبيه الغافلين " موضوعات كثيرة؛ رواه عنه أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الترمذي. مات ببلخ سنة ٣٧٣ هـ. انظر " تاريخ الإسلام للذهبي " (٨/ ٤٢١)، الأعلام للزركلي (٨/ ٢٧).
(٧) وفي المغرب (قال). ينظر: " المغرب في ترتيب المعرب" للمطرزي (٢/ ٣٥٣).
(٨) في (ب): (لا).
(٩) في (ب): (مما).
(١٠) ينظر: " المغرب في ترتيب المعرب" للمطرزي (٢/ ٣٥٣).
(١١) في (ب): (بالثلاث)
(١٢) ينظر: "رد المحتار" لابن عابدين (١/ ٣٣٨).