للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[الفرق بين المدعي والمدعى عليه]]

(ومعرفة الفرق بينهما) / أي بين الْمُدَّعِي والْمُدَّعَى عليه (١) (من أهم ما ينبني عليه مسائل الدعوى) (٢)؛ لأنَّ الإنسان قد يكون مدَّعياً صورة، ومع ذلك يكون القول قوله مع اليمين كما في المُودِعِ إذا ادَّعى الردَّ (٣) على ما ذكر في الْكِتَابِ (٤).

(وقد اختلفت عبارات المشايخ) (٥) (٦): منهم من قال الْمُدَّعِي من يشتمل كلامه على الإثبات، ولا يصير خصمًا [ومدَّعياً] (٧) بالتكلم في النفي؛ فإنَّ الخارج لو قال لذي اليد: هذا الشيء ليس لك لا يكون خصمًا مدعياً ما لم يقل: هو لي (٨).

والْمُدَّعَى عليه من يشتمل كلامه على النفي فَيَكْتَفِي به منه، فإنَّ ذا اليد لو قال: [ليس] (٩) هذا لك كان [خصمًا] (١٠) بهذا القدر، وقوله: هو لي فضل من الكلام غير محتاج إليه (١١).

ومنهم من قال (١٢): [كُلُّ] (١٣) من ادَّعى باطنًا ليزيل به ظاهراً فهو الْمُدَّعِي، وكّل من ادّعى ظاهراً وقرر الشيء على هيئته فهو الْمُدَّعَى عليه.

ومنهم من قال: كل من شهد بما في يد غيره لنفسه فهو مُدَّعٍ، وكل من شهد بما في يد نفسه لنفسه فهو منكر ومدَّعى عليه، وكل من شهد بما في يد غيره لغيره فهو شاهدٌ، وكُلُّ من شهد بما في [يد] (١٤) نفسه لغيره فهو مُقِرٌّ، كذا في المَبْسُوطِ (١٥) وشَرْحِ الطَّحَاوِيِّ (١٦).


(١) المدَّعي: من لا يجبر على الخصومة إذا تركها؛ لأنه طالب.
المدَّعى عليه: من يجبر على الخصومة؛ لأنه مطلوب. يُنْظَر: اللباب في شرح الكتاب؛ للغنيمي (٥/ ٥٩).
(٢) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٣/ ١٥٥).
(٣) أي رد الوديعة. يُنْظَر: البناية شرح الهداية؛ للعيني (٨/ ٤٦٣).
(٤) المقصود بالكتاب: مختصر القُدُورِي (١/ ٢١٥).
(٥) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٣/ ١٥٥).
(٦) أي في الفرق بين المدعي والمدعى عليه. يُنْظَر: البناية شرح الهداية؛ للعيني (٩/ ٣١٤).
(٧) [ساقط] من (أ) و (ب).
(٨) يُنْظَر: البحر الرائق (٧/ ١٩٣)، والاختيار لتعليل المختار (٢/ ١١٨).
(٩) [ساقط] من (ج).
(١٠) [ساقط] من (ب).
(١١) يُنْظَر: تبيين الحقائق؛ للزيلعي (٤/ ٢٩١).
(١٢) يُنْظَر: بدائع الصنائع؛ للكاساني (٥/ ٢٤٢).
(١٣) [ساقط] من (أ).
(١٤) [ساقط] من (أ).
(١٥) يُنْظَر: المبسوط؛ للسرخسي (١٧/ ٣١).
(١٦) يُنْظَر: تبيين الحقائق؛ للزيلعي (٤/ ٢٩١).